شددت وزيرة الدولة لشؤون التنمية الادارية في حكومة ​تصريف الأعمال​ ​عناية عزالدين​ خلال رعاية حفل توزيع شهادات للمشاركات في "دورة التصنيع الغذائي"، الممولة من قوات "​اليونيفيل​"، على "ضرورة قيام ​الدولة المدنية​ التي ترعى شؤون ابنائها بعيدا عن العقليات الفئوية والطائفية والمناطقية التي دعا اليها رئيس ​مجلس النواب​ الأستاذ ​نبيه بري​"، معتبرة أن "هذه الدعوة اتت كصرخة في وجه الجمود الحاصل في تأليف ​الحكومة​، وذلك بعد ان أصبح واضحا للجميع بأن التمادي في تأخير التشكيل هو بعينه الإمعان في القفز فوق معاناة الناس وهمومهم"، داعية الى "الاسراع بالإستجابة لفتح الأبواب المغلقة وتخطي عقد الحصص المقفلة، لأن الاستمرار في حالة الانتظار يؤدي الى مزيد من خسارة الوقت والفرص واستفحال الازمات واشتدادها".

وأشارت الى "حالة التذمر التي سادت لدى المواطنين أمام مشهد العجز الشامل من قبل الدولة ومؤسساتها تجاه العاصفة التي ضربت ​لبنان​"، مشددة على "وجوب عدم فقدان الأمل والرجاء على الرغم من كل مؤشرات ترهل الدولة"، مؤكدة "ضرورة استمرار المبادرات من قبل ​المجتمع اللبناني​ والتي استطاعت ان تحصن هذا المجتمع على كل المستويات وفي اكثر المحطات صعوبة ودقة، وذلك بانتظار الرؤية الشاملة اقتصاديا واجتماعيا وبانتظار السياسات التي تعتمد على قدراتنا الانتاجية الذاتية في ​الزراعة​ و​الصناعة​ و​السياحة​".

وحثت عز الدين المسؤولين على "العمل وفق معادلة تقوم على ان الذهاب شرقا وغربا لن يغنينا بشيء، الا اذا اقترن بتفعيل وسائل الانتاج المحلية وتعزيز عناصر التنمية الذاتية"، شاكرة "​قوات الامم المتحدة​ على مبادرتها في التدريب على التصنيع الغذائي وعلى دورها في دعم المجتمع الاهلي والبلديات ​الجنوب​ية" داعيةا الى "ضرورة التنبه من مخاطر ​التهديدات الاسرائيلية​ للبنان والتي تعاكس الجو الودي والامن السائد في الجنوب"، مطالبة بـ"العمل على وقف الانتهاكات الاسرائيلية الجوية التي تشكل على الدوام عامل اعتداء صارخ على سيادة لبنان".

وأكدت أن "هذه النشاطات هي رسالة امل بأننا شعب لا يعرف التوقف أو الهدوء، ممتلئ نشاطا وتحفزا، خصوصا انها تجمع سيدات من بلدات الجنوب ومجندات في ​الجيش اللبناني​ الذي يشكل المؤسسة الوطنية الجامعة والحامية والضامنة والذي يقدم من خلال تعزيز حضور النساء فيه نموذجا للمؤسسات الوطنية على هذا الصعيد"، مناشدة كل القيمين على هذه المؤسسات "ضرورة الاستمرار في دعم انخراط ​المرأة​ في هذه المؤسسات بشكل عادل ودون تمييز الا على اساس الكفاءة، وخصوصا في ما يخص المرأة المحجبة، اضافة الى مجندات في قوات "اليونيفيل" وهو ما يعكس روح التعايش والصداقة والتعاون القائمة بين ال"يونيفيل" والمجتمع الجنوبي".

ورأت أن "الأرض والانتاج والجودة هي من اهم عناوين تحقيق التنمية المستدامة في اي مجتمع من المجتمعات، والكفيلة بتحقيق نسبة عالية من الاكتفاء الذاتي ودون منة من أحد"، داعية الجهات المعنية في الدولة الى "الاهتمام بهذه الاتجاهات الصناعية الزراعية، وذلك من خلال ادراج هذا العمل الانتاجي المنزلي الذي تقوم به السيدات داخل منازلهن ضمن البرامج الاقتصادية والانتاجية، اضافة الى وضع معايير واضحة ومحددة تضمن مواصفات نوعية وصحية إضافة الى منح هذه المنتوجات قدرة تنافسية في الأسواق المحلية وربما الخارجية".