اعتبر الوزير السابق ​عاصم قانصو​ أن لا فائدة من القمة الاقتصاديّة المرتقب انعقادها في بيروت نهاية الأسبوع الجاري أو من أيّ قمة أخرى في حال لم تشارك فيها ​سوريا​، لافتا الى اننا على ابواب انطلاق عمليّة اعادة الاعمار، وبالتالي اي ملفّ اقتصادي هو أهم سواء للدول العربيّة او ل​لبنان​ من اعادة الاعمار، مشددا على انه لو كانت الدولة اللبنانيّة تأمل حقيقة أن تشارك في هذه العملية، فالأجدى بها المسارعة لاستعادة العلاقة السابقة مع دمشق على أساس الاتفاقيّات السابقة التي وقعت بين البلدين بعد ​اتفاق الطائف​.

وذكّر قانصو في حديث لـ"النشرة" بأن المنفذ الوحيد البري للبنان الى ​الدول العربية​ هو سوريا، وبالتالي المصلحة اللبنانيّة العليا تقتضي نسج أفضل العلاقات مع دمشق، اذا كنا حقيقة نريد التصدّي للأزمة الاقتصاديّة التي نرزح تحتها. وقال: "من المفترض أن يتمّ تأجيل القمة الاقتصاديّة الى ما بعد قمّة تونس في آذار التي من المفترض أن تكون سوريا مشاركة فيها، لأنّه عندها فقط يكون الانتظام العام قد عاد الى جامعة الدول العربيّة، كما يمكن عندها التأكد من أن تمثيل الدول سيكون على مستوى القادة، ما يعطي قيمة أكبر للقمّة وقدرة على اتخاذ القرارات".

وتطرق قانصو للأزمة الحكومية، فاعتبر انها ناتجة عن ​قانون الانتخاب​ الذي يتغنى البعض بوصفه بالانجاز علما انه كرّس المحاصصة الطائفيّة والمذهبيّة بغطاء من النسبيّة، لافتا الى ان الاستقرار السياسي في البلد سيبقى مفقودا، الا اذا تمت اعادة النظر بقانون الانتخاب ليصبح لبنان دائرة واحدة خارج القيد الطائفي. ودعا لـ"اجراء انتخابات نيابيّة مبكرة وفق القانون الذي يقترحه والا فانّ الأزمة باقية. وليست المظاهرات الشعبيّة التي بتنا على موعد اسبوعي معها الا لما هو أكبر، فقد نكون على موعد مع انتفاضة شعبيّة، وهو ما لا نتمناه على الاطلاق، في حال لم يتم الالتفات فورا لمعالجة الأزمة من جذورها وليس الاكتفاء بالقفز فوقها بحلول تؤجل الانفجار".

وأشار الى انّ طرح تعويم حكومة ​تصريف الأعمال​ ليس حلا لا في المدى المنظور ولا المدى البعيد، معتبرا أن النواب الذين أفرزتهم الانتخابات الأخيرة هم من دون خبرة وخلفيّة ما يجعلهم يلتصقون بطوائفهم لعدم قدرتهم على انتاج الحلول للأزمات المتفاقمة.

وردا على سؤال، شدّد قانصو على وجوب أنْ يكون هناك اقرار بانتصار الرئيس السوري ​بشار الاسد​ ومحور ​المقاومة​، مستهجنا اصرار البعض على انتهاج سياسة النعامة في التعامل مع الواقع المستجد. وأشار الى ان الاميركيين يسعون بشتى الطرق اليوم للتغطية على فشلهم وخسارتهم في سوريا والتي أدت لانسحابهم غصبا عنهم. وقال: "مشروعهم فشل فشلا مدويا ولم يعودوا بقادرين حتى على دعم حلفائهم في المنطقة رغم كل وعودهم وكلامهم، والأفضل لهم الاقرار بالخسارة عاجلا أم آجلا".