أكد ​رئيس الجمهورية​ الأسبق ​أمين الجميل​ أنه "لا يَخفى على أحد أن ​لبنان​ يمرّ بمرحلة بالغة الصعوبة شبيهة بحالٍ عبثية، فمن جهة أزمةٌ مالية خانقة ذات نتائج قد تكون خطرة، وأزمة سياسية تتمثل في عدم تشكيل الحكومة، وصراعات ذات طابع إستراتيجي بين المَحاور المتمثلة خير تمثيل وتتناحر على الأرض اللبنانية وعلى حساب لبنان، إضافة إلى الوضع على الحدود الجنوبية والتهديدات ال​إسرائيل​ية المباشرة وما تعتبره ​تل أبيب​ إستفزازات إستراتيجية لها"، مشيراً إلى أن "أخطر ما في الأمر إزاء كل ذلك أن ما من مُحاوِر مأذون في لبنان يحاول من موقع المسؤول أو القادر إيجاد حلول للمشكلات، فرئيس الجمهورية ​ميشال عون​ دوره مُعَطَّل إلى حد بعيد، ورئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​ معتكف ورئيس ​مجلس النواب​ ​نبيه بري​ في حيرة من أمره".

وفي حديث صحفي، لفت إلى أنه "في ظل هذا الواقع المأسوي وجد ​البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي​ أنه لا بد من حلقة تشاوُر تبدأ من البيت الأقرب، وهو لذلك دعا إلى هذا الإجتماع، وأعتقد إنه ما من جدول أعمال محدّد له أو أفكار مسبقة، وتالياً هو لقاء تشاوُر بإمتياز، ورغم اقتناعنا بأن البطريرك دائماً على حق، فهذا لا يمنع ان نتساءل عما يمكن أن يصدر من نتائج، وخصوصاً أن التناقضات الموجودة على الساحة ستكون حاضرة على الطاولة في اللقاء، فهناك أفكار متضاربة للقوى السياسية المشارِكة والتي هي جزء من المشكلة، وإلى أي حد يمكن البطريرك أن يصل إلى قواسم مشتركة أو إلى حلول الحد الأدنى؟ الجواب رهن نتائج هذا الإجتماع".

واعتبر الجميل أن "كلام بري عن العودة إلى 6 شباط إستعارة في غير محلّها، لا في الشكل ولا في المضمون، لأنه إذا عدْنا إلى تلك الحقبة فأعتقد أنه لن يخرج أحد سالماً من السهام والجروح والمعاناة، فالكل يعلم ما كانت عليه الظروف آنذاك، فلبنان كان كله معلَّقاً بحبْل الهوا في ظل تدخّل البُعد الخارجي، وتالياً هذا التشبيه ليس في محله على الإطلاق، ولست راغباً بالدخول في سجال مع بري، الذي أكنّ له كل الإحترام، إنما هو يعرف، وأقولها بمنتهى المسؤولية إنه كان من ضحايا أحداث 6 شباط ومن ضحايا منطقها"، مشيراً إلى "أنني أعتقد أن الهدف الأساسي الذي تجمّعت من أجله كل الحجج هو فرض مشاركة سورية في القمة وكشرطٍ لإنعقادها، وكل ما تبقى مجرد ذرائع بما في ذلك الموضوع الليبي، لمعرفتنا أن النظام الحالي في ​ليبيا​ إنقلب على ​معمر القذافي​ وأطاح بكل رموز عهده، ولعلْمنا أيضاً أنه لا يمكن أن نطلب من ليبيا العمل أكثر مما في وسعها، وهي المنقسمة على نفسها جغرافياً وسياسياً".

ولفت إلى أن "لدى لبنان لائحة إرهاب لها علاقة بقضية ​ميشال سماحة​ التي تَبَيّن أن ثمة عناصر سوريّة متورطة فيها، وهذا أمر بات موثقاً بموجب حكم عن السلطة القضائية في لبنان".

وخشي الجميل من "أنه في حال حصول صدام لبناني - اسرائيلي ان تعتمد إسرائيل إستراتيجية إستخدام وسائل تكنولوجية حديثة وأسلحة متطورة، ويمكن ان تلجأ الى ​سياسة​ الأرض المحروقة لتجنّب أي خسائر بشرية في مقلبها كما لمحاولة إنهاء الحرب في أسرع وقت، وهما عنصران تخشاهما إسرائيل، ولا أعرف في سياقِ مثل هذا السيناريو إن كانت إسرائيل يمكن ان تربح أو لا، فـ "​حزب الله​" يدّعي أنه يملك قدرة على الإنتصار، ولكن ماذا يكون بقي من لبنان. هذا سيكون انتصاراً a la Pyrrhus أي بمعنى أنه ينقلب على صاحبه ولا يمكن قطف ثماره".