"كان الأمر وكأن أحدهم ضربني بمطرقة على رأسي"، بهذه الكلمات وصف رجل الأعمال الناجح ريتشارد ماسون اللحظة التي أخبره فيها الأطباء قبل عامين بأنه مصاب بالتليف الكيسي.

وماسون البالغ من العمر (54 عاما)، شريك مؤسس لموقع MoneySupermarket.com البريطاني المتخصص في مقارنة الأسعار.

ولم يكن عِلم ماسون بحمله للمرض الوراثي والمتطور هو مبعث الصدمة الأكبر بالنسبة له، وإنما اكتشافه أن هذا المرض يعني بالتبعية أنه عقيم منذ طفولته، ومن ثم فهو ليس الأب الطبيعي لثلاثة أبناء من زوجته السابقة كيت.

وأكد المليونير لراديو "بي بي سي 5 لايف" البريطانية "أنني أُخبرتُ بأن كل الرجال المصابين بالتليف الكيسي عقيمون، وأن إنجابهم أطفالا هو أمر شديد الندرة".

ولفت إلى "أنني ظننت أن التشخيص كان خطأ، لكن الأطباء أكدوا لي حاجتي إلى التحدث مع زوجتي السابقة في الأمر".

وأجرى ماسون وزوجته الحالية، إيما، فحوصات بعد عدم تمكنها من الحمل.

وسأل ماسون زوجته السابقة، كيت، التي طلقها عام 2007 بعد 20 عاما من ​الزواج​. وأخبرته أن التوأمين "إد" و"جويل" (19 عاما) و"ويليم" (23 عاما) كلهم أبناؤه. ولكن فحوص الحمض النووي أثبتت أنها كاذبة.

وأوضح ماسون أنه "لوقت طويل شعرت بهذه الحقائق تطن في أذني وبأن ​العالم​ يدور من حولي، وظللت أفكر فيمن يكون الأب الطبيعي، ولم يتسن لي أن أعرف أي شيء أكثر".

ورفع ماسون ​دعوى قضائية​ ضد زوجته السابقة يطعن في نسب أبنائه، وفي تشرين الثاني الماضي وافقت كيت على دفع 320 ألف ​دولار​ تعويضات له، وكانت قد تلقت 5 مليون دولار إبان ​الطلاق​.

لكن القاضي سمح لـ "كيت" بالإحتفاظ بهوية والد الأطفال الطبيعي سرًا.

وأكد محامي ماسون، روجر تيريل، لصحيفة الديلي تلغراف: "لم ترغب الزوجة السابقة في تسمية الوالد- ولكن لماذا؟، لا نعرف. ولذلك ارتضت بعمل تسوية مالية ومن ثم لم تكن مضطرة لتسمية الوالد".

ويعتقد ماسون أنه "وعند نقطة مستقبلية ما، سيرغب الأبناء في معرفة هوية والدهم الطبيعي، وستكون لدي المعلومات من أجلهم، ولا أعرف ما إذا كان هو أحد أصدقائي، ويمكن أن يكون شخصا مقربا مني".

وأشار إلى أنه "لربما كان شخصا يجلس عن قرب مني وأنا أراقب الأبناء يلعبون ​كرة القدم​ أو الرغبي، أو في الحفلات المسائية التي تقيمها ​المدارس​ لأولياء الأمور. فقط لست أدري".

ووعد رجل الأعمال بمكافأة 6400 دولار لكل من يساعده في الوصول إلى هوية الأب الطبيعي.

وتسببت الدعوى القضائية في مزيد من الألم لـماسون، الذي توقف اثنان من أبنائه عن الحديث إليه.