عقدت اللجنة التنفيذية ل​مجلس كنائس الشرق الأوسط​ ندوة لاهوتية تحت عنوان "أطلب ​العدل​ فحسب"، حاضر فيها الأستاذ دانيال عيّوش من ​جامعة البلمند​ بعنوان "العدل والعدالة – مقاربة كتابية ولاهوتية"، القسيسة نجلاء قصّاب رئيسة الإتحاد ​العالم​ي للكنائس المصلحة، ومديرة دائرة التربية المسيحية في ​السينودس​ الإنجيلي الوطني في ​لبنان​ و​سوريا​ بعنوان "العدالة – مقاربة كنسيّة ومسكونيّة"، الدكتور المحامي ملحم خلف رئيس جمعية ​فرح العطاء​، بعنوان "مفهوم الاعتدال - مقاربة قانونية ومدنية" وأدار الندوة مدير ​المعهد العالي​ للعلوم الدينية في ​جامعة القديس يوسف​ الخوري إدكار الهيبي.

تطرَق الأستاذ دانيال عيّوش في مداخلته إلى العدل في الإعلان الإلهي الكتابي "تدعو حكمة العهد القديم قرّاءها إلى الإعتراف بهذا النظام الأساسي في حياتهم اليومية وتطبيقه على كل الأصعدة الاجتماعية والعالمية. هذا النظام اسمه العدل. مما يشهد لهذا هي الاستشهادات الكتابية العديدة كالتي من اشعيا 17:32 | وَيَكُونُ صُنْعُ الْعَدْلِ سَلاَمًا، وَعَمَلُ الْعَدْلِ سُكُونًا وَطُمَأْنِينَةً إِلَى الأَبَدِ".

ولفت إلى "أننا دعونا نتذكر فرانسيس الأسيزي أو نكتاريوس من إيجينا، الأم تيريزيا من كالكونا أو نيكولاس العجائبي أو جوليانا من لازاريفو، لم يخرج هؤلاء القديسون من أجل تغيير العالم إنما تصرفوا كنماذج مسيحية ورأوا ضرورة العيش بحسب العدالة الإلهية متبعين خطوات سيدهم وساعين إلى تقديم مساهمتهم المتواضعة في إيصال رسالة الخلاص للقريب بالكلمة وبالفعل".

من جهتها شددت القسيسة نجلاء قصّاب في مداخلتها على أن قضية العدالة هي قضية إيمان. وأن النظام الإقتصادي العالمي الحالي مسبب لمعظم قضايا الظلم في العالم وهو نقيض لتمجيد الله ولطالما كان هذا النظام ضد كرامة الإنسان. لعل واقع صرخة الناس من حولنا وصعوبة تأمين لقمة العيش تتحدى عيش ايماننا وخدمتنا كل يوم".

بدوره تحدث الدكتور ملحم خلف عن تجربة فرح العطاء بالتأكدي على أن "هذه التجربة تسمح بأن يكون هناك مقاربة لنموذج قد يساعد على التفكير بما تقوم به منذ العام 1985، إذ من خلال فترة إنغلاق كلي تمكنت من الوصول الى الإعتدال من خلال خيار العيش معاً، وهذا الإعتدال نما من خلال إيجاد مساحة يتشارك فيها الجميع لأي منطقة أو دين إنتموا، مساحة اعتبرها كل من يدخل إليها أنها تعود له من دون أن يتفرّد بها أو أن يقصي الآخر، مساحة يعمل فيها الجميع للجميع، بعيدة كل البعد عن أي مصلحة أو استغلال شخصي أو فئوي".