لفت مراقبون سياسيون عبر صحيفة "الحياة" إلى انه "في حال فشل كلالخيارات المطروحة وفي حال الفشل في إحداث خرق يسمح بولادة ​الحكومة​ سيتماللجوء إلى تفعيل حكومة ​تصريف الأعمال​ التي يؤيدها الرئيس بري، والتي سبق أن طالب الحريري باللجوء إليها على الأقل من أجل إقرار موازنة عام 2019، لكن هذا الخيار يستبعده ​رئيس الجمهورية​ ​ميشال عون​ الذي يعبر أن إقرار ​الموازنة​ يجب أن يتم من قبل الحكومة ​الجديدة​، وبالتالي استعجال تأليفها، أما رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​ فإنه يتريث في اتخاذ موقف من هذا الخيار، إماالبقاء على الوضع الحالي في انتظار حلحلة العقد استناداً إلى قناعة بأن تعطيل الحكومة مرهون بتطورات إقليمية، أو على الأقل بحسابات الفرقاء الداخليين للتطورات الإقليمية".

واعتبر المراقبون أن "​حزب الله​" باشتراطه تمثيل حلفائه ​السنة​ حين قال إن لا حكومة من دون توزير من يمثلهم، يطمح إلى تكريس ما يعتبره انتصار المحور ال​إيران​ي - السوري في سورية تغييرا في التوازنات ال​لبنان​ية الداخلية بالتدرج، وأنه حتى لو وجد مخرج لهذا المطلب فإن هذا المحور يرهن لبنان وحكومته ورقة في وجه الضغوط الأميركية على إيران في ​سوريا​، وبالتالي لا بد من الانتظار حتى يستنفد الحزب استخدامه ورقة التعطيل بعدما ضمن حصوله على الحقيبة الوزارية التي يريد، أي ​الصحة​، حتى تتشكل الحكومة" ورأوا أن "الرئيس عون قد يجد نفسه أقرب إلى هذا الخيار، إذا وجد أن هناك من يسعى إلى خفض قدرته على امتلاك كتلة وزارية من أجل تنفيذ مشروعه الإصلاحي. وثمة من يعتقد في هذا الإطار أن الانتظار قد يعني بالنسبة إلى الحريري الاعتكاف احتجاجا على عرقلة مهمته".

ولا يستبعد المراقبون "أن يكون خيار اعتذار الحريري عن عدم تأليف الحكومة لرفضه الاستمرار في المراوحة، بات واردا خلافا للمرحلة السابقة التي كان يستثني هذا التوجه من الاحتمالات كما قال في بعض تصريحاته قبل أشهر، حين كان يأمل بأن صبره سينجم عنه نتيجة إيجابية بعدما ساندته دول وربطت الاستقرار في البلد بوجوده على رأس الحكومة وسعت لدى أطراف إقليمية منها إيران، مثل ​القيادة​ الروسية، لتسهيل قيام الحكومة"، مشيرين إلى أن "فشل كل هذه المحاولات سيدفع به إلى التفكير بخطوة الاعتذار إذا لم ير أفقا للخروج من نفق التعطيل. ويذكّر بعض هؤلاء المراقبين بتصريحات لنواب وقياديين من تيار "المستقبل" في معرض نفيهم لتفكير الحريري بالاعتذار، أنه إذا فعل ذلك لن يعود ليقبل بالتكليف. ويقول هؤلاء إنه إذا لجأ الحريري إلى الاعتذار فإنه يكون قد انسجم مع قوله في موقفه الذي أعلنه حين جرى تعطيل التألأيف نهاية تشرين الثاني الماضي أنه لم يعد مقتنعا بأن عليه لعب دور أم الصبي من باب الحرص على البلد، وقلقه على ​الوضع الاقتصادي​ والحاجة إلى تطبيق قرارات مؤتمر "سيدر"، لأن تمديد التعطيل يزيد من تآكل دوره وشعبيته أكثر فأكثر".