كشفت مصادر لصحيفة "الشرق الأوسط" أن وكيل ​وزارة الخارجية الأميركية​ ​ديفيد هيل​، لم ينقل إلى أركان الدولة موقفاً أميركياً مفاده أن ​واشنطن​ تضع "فيتو" على إعطاء ​وزارة الصحة​ لوزير ينتمي إلى "​حزب الله​" بمقدار ما أبدى عدم ارتياحه لتسلّم الحزب هذه الوزارة، لما سيكون لها من احتكاك مع المنظمات والمؤسسات الدولية التي تهتم بالشأن الصحي، وتقدّم للبنان مساعدات مالية وتقنية في هذا المجال".

ولفتت المصادر إلى أن "هيل لم يطلق أي إشارة سلبية في اتجاه عدم استعداد واشنطن للتعامل مع حكومة يتمثّل فيها "حزب الله"، مشيرة الى أنه "كان حاسماً في دعم استقرار لبنان، ومساعدته على تطبيق القرار الدولي 1701، منتقداً بشدة دور الحزب في زعزعة الاستقرار في لبنان والمنطقة، باعتباره ينفّذ ال​سياسة​ التي تمليها عليه ​إيران​".

وأكدت المصادر أن "واشنطن كانت تدرك مسبقاً أن "حزب الله" سيتمثّل في ​الحكومة​، ولم تُفاجأ بذلك، لكنها تدعم الجهود الآيلة إلى ضبط إيقاعه لمنعه من السيطرة على لبنان، وهذا يتطلب من الحكومة الجديدة الانضمام بلا شروط إلى الجهود الدولية لمكافحة ​تمويل الإرهاب​ وتبييض الأموال، لإدراكها سلفاً أن محاصرة الحزب اقتصادياً يمكن أن تؤدي حتماً إلى تجفيف مصادر تمويله، ليكون عاجزاً عن تمويل أنشطته المهدِّدة للاستقرار في لبنان والمنطقة".

وشددت المصادر على أن "واشنطن ستواصل دعمها للبنان، لأن مجرد غيابها سيريح محور الممانعة، ويتيح له الإطباق عليه سياسياً"، مشيرة الى استعدادها "لإقامة التوازن في وجه إيران انطلاقاً من ​بيروت​ من شأنه أن يعزّز الحضور الأوروبي، وأيضاً العربي، وإنما سيُترجم هذه المرة بخطوات ملموسة، أولها تفعيل مقررات مؤتمر "سيدر" لمساعدة لبنان على النهوض من أزماته الاقتصادية والاجتماعية، إضافة إلى مراقبتها الدقيقة لبعض القوى المشاركة في الحكومة بغية تحقيق التوازن السياسي المطلوب الذي سيؤمّن المشاركة الحقيقية، وهذا يتطلب من الأطراف عدم الانخراط في محور الممانعة، لما سيترتب عليه من تدابير أميركية تتجاوز من هم في "حزب الله" إلى أطياف ومكوّنات لبنانية أخرى".