لفتت مصادر تيار المستقبل لصحيفة الجمهورية، الى ان أولويّة الحريري في المرحلة الراهنة إطلاق عمل ​الحكومة​ للبدء بتنفيذ مقرّرات "سيدر"، لافتةً إلى أنّ رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ يُسِرّ لزوّاره أنّ هناك تهيُّباً حقيقيّاً وواقعيّاً من وضع المنطقة، فهناك معطياتٌ تشير إلى احتمال حصول صدام في أيِّ وقتٍ في أكثر من دولة وقد يتمثّل هذا الصدامُ مباشرة بين إسرائيل وإيران، وهذا التخوُّف يدفع الحريري إلى تحصين الساحة الداخلية والإسراع في تنفيذ مشاريع تعزِّز استقرارَ البلد، خصوصاً إقتصادياً ومالياً.

ولفتت المصادر لـ "الجمهورية" الى ان هذه المعطيات ينطلق منها الحريري لإبرام التفاهمات مع أيِّ فريق، موضحة أنّ الحريري أبرَمَ تفاهماتٍ مع باسيل، لأنه اتّخذ قراراً بعدم الدخول في نزاعات مع رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ وفريقه السياسي، وترسَّخ هذا الخيارُ لديه، لأنّ النزاعَ مع فريق الرئيس عون أدّى دائماً إلى فرملة عمل الحكومة السابقة وتعطيل قرارات ​مجلس الوزراء​، "وما عاد يمشي شي". ولفتت المصادر الى ان هذه التفاهمات لا تتعلّق بشخصِ باسيل، بل إنّ علاقة الحريري بباسيل تنطلق من أنّ الأخير يمثِّل "رأسَ الهرم" في فريق الرئيس عون السياسي وفي ​التيار الوطني الحر​. كذلك، إنّ الفريق الذي يملك الحصة الأكبر في الحكومة هو فريق باسيل، ولا يُمكن انطلاق عمل الحكومة من دون تفاهماتٍ في الحدّ الأدنى، وإلّا سيحصل اصطدامٌ منذ بداية طريق عمل مجلس الوزراء، الأمر الذي يعني أنّ الحكومة وُلِدت ميتة.

أما الخطوط العريضة للتفاهمات المبرَمة بين الحريري وباسيل، فهي، وفق مصادر المستقبل: عدم إدخال لبنان في نزاعات المنطقة، والسعي إلى تحقيق أكبر مقدار من الاستقرار. اضافة الى تنفيذ مقررات مؤتمر "سيدر 1". وشدّدت المصادر على ان لباسيل أجندته الخاصة ويحاول أن ينفِّذَها، لكنه يعلم في النتيجة أين تُبنى ​سياسة​ الحكومة، ودعواته وكلامه لا يغيّران شيئاً من سياسة الحكومة حتى ولو كان وزيراً للخارجية، وتؤكّد المصادر نفسها أنّ التفاهمات بين الحريري وباسيل والهادفة الى تسهيل عمل الحكومة، لا تعني إنهاء تفاهمات أخرى، وغير مرتبطة بعلاقة الحريري بأيِّ فريق آخر، حليفاً كان أو معارضاً، مثلما يُحاول البعض أن يُسوِّق لحرف الأمور عن اتجاهها الحقيقي، مشيرة الى أنّ الخلاف بين الحريري وجنبلاط سيُحَلّ بتفاهمات مثلما جرت العادة، مؤكدة عدمَ وجود أيِّ توتُر بين الحريري ورئيس حزب القوات ​سمير جعجع​، بل هناك تنسيقٌ في كل "شاردة وواردة".