رأى مصدر فرنسي رفيع متابع للوضع اللبناني لـ"الحياة" أن "المهم أن الحكومة تشكلت في لبنان، وأن محاولة البعض فرض إرادتهم بالقوة لم تنجح ولو أن الكأس نصفه ملآن في هذه التشكيلة الحكومية".

واعتبر المصدر نفسه أن "الأمر الأقل إيجابية هو أن ميزان القوى في هذه التشكيلة يظهر المخاوف التي بالإمكان أن تكون موجودة لدى المراقبين، إزاء تأثير طرف على الآخر. كما أن القدرة على الصمود حيال الخارج مسألة مطروحة بالنسبة لهذه التشكيلة، وباريس ستقيّم وتحكم على سير الأعمال في الحكومة. والملح الآن بالنسبة إلى باريس هو تطبيق الإصلاحات الاقتصادية لأن البلد في حالة سيئة جدا وينبغي على السلطات المسوؤلة أن تبدأ التنفيذ والعمل وأن تتخذ اجراءات مقنعة".

وقال المصدر إن "وزير الخارجية اللبناني ​جبران باسيل​ مر في العاصمة الفرنسية أول من امس لكنه لم يلتق نظيره الفرنسي جان إيف لودريان، الذي لم يكن في باريس عندما جاء باسيل إليها". وأوضح أن "باريس تعمل مع سفيرها في بيروت ​برونو فوشيه​، الذي هو على اتصال دائم مع رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ للإعداد لزيارة لودريان الى بيروت".

إلى ذلك قال المصدر إن "المبادرة الروسية لإعادة ​اللاجئين السوريين​ من لبنان إلى سورية مجرد كلام تردده روسيا وهي فارغة المضمون. فباريس ترى أنه من الطبيعي والضروري أن يعود ​اللاجئون السوريون​، لكنهم لا يمكن أن يعودوا بالقوة، وبمواكبة الكلاشنيكوف ويُجبروا على الانتقال من الحدود مع التهديد بأخذهم للتعذيب أو للخدمة العسكرية الإجبارية. كما أن الرئيس السوري ​بشار الأسد​ لا يريدهم، والمبادرة الروسية هي مجرد كلام للقول إن الصراع في ​سوريا​ انتهى ما يمثل ​سياسة​ ديماغوجية".

وشدد المصدر الفرنسي الرفيع على أن "باريس تبلغ الجميع أنها لا ترغب في بقاء اللاجئين السوريين في لبنان وغيرها من الدول. وعودتهم ضرورية وكلما كان ذلك بسرعة كلما كان أفضل. المسالة ليست سياسية بل هي إنسانية، إلا أنه لأجل عودتهم، ينبغي على الأسد أن يضمن أولا ألا يكون هناك تعذيب وأن يعتبر أن اللاجئين كانوا ضحية وضع، والآن هم مرحب بهم، ثم أن يلغي الخدمة العسكرية الإجبارية لمدة 25 سنة لكل الشباب من 15 الى 45 سنة وأن يعطي الضمانات بإعادة الممتلكات التي هي للبعض، ثم أن يؤكد أن حكومته ستبذل كل الجهود لاعادتهم".

وأردف المصدر الفرنسي قائلا: "إلا أنه ليس هناك أي إشارة أولية لمثل هذا التصرف من الأسد حيال اللاجئين الذين لن يعودوا من دون ضمانات بأنهم لن يكونوا في سجون الأسد". وقال المصدر إن "هذا ما تتحدث باريس في شأنه باستمرار، مع روسيا وإيران وبعض الدول العربية واللبنانيين". وأوضح ان الجانب الفرنسي "أبلغ الإيرانيين والروس أنكم تقولون إن ​بشار الاسد​ مستعد لعودتهم. فليظهر أنه يؤيد المصالحة الوطنية، وعندئذ يمكن للدبلوماسية الفرنسية ان تبدأ العمل على هذا الملف.