أوقفوا مهزلة نفاياتكم، أو بالأحرى، أوقفوا كارثة نفاياتكم... عارٌ عليكم وألف عار، فإذا كنتم لا تستطيعون معالجة ​النفايات​، فبأي بلدٍ تعدوننا؟

بيروت حبيبة الرئيس الشهيد ​رفيق الحريري​، درة الشرق، وجوهرة الدنيا، أصبحت بفضلكم مكبًّا للنفايات! فأي عاصمة في العالم يحدها من الجنوب والغرب مكب نفايات هو مكب ​الكوستابرافا​، ومن الشمال والشرق مكب هو مكب ​برج حمود​؟

أي عاصمة في العالم تُزنرها مكبات النفايات من دون معالجة؟

أضف إلى ذلك الأنبعاثات السامة التي تتسبب بأمراض حساسية تصيبنا حتى وان بقينا قابعين في البيوت ورئوية لعل أقساها أمراض السرطان!

***

جرائم الحرب تحاسب عليها المحاكم الدولية، فماذا عن "جرائم البيئة " التي تسببها النفايات، سواء تلك التي تختلط بالمياه الجوفية التي يشربها المواطن، أو تلك التي يتم إحراقها فيتنشقها الأطفال والكبار، مع ما تسببه من أمراض.

مَن المسؤول عن هذه الجرائم التي تحاسب عليها المحاكم الدولية؟

قد يُقال الحكومة مجتمعةً، لأنها هي التي أعطت الضوء الاخضر ل​مجلس الإنماء والإعمار​ لوضع الخطة.

قد يكون مجلس الإنماء والإعمار لأنه من خلال الإشراف على التنفيذ لم يتشدد في تسلم الأعمال.

قد يكون المتعهدون لأنهم نفذوا الأعمال بطريقة مليئة بالعيوب فاستمرت الإنبعاثات سواء في الكوستابرافا أو في برج حمود، والمتعهدون معروفون: في الكوستابرافا هناك شركة نعرف جميعا صاحبها وان لنا رحمة عن عدم ذكر اسمه كي نخفف عنه الذمّ على مراكز التواصل الاجتماعي، وان ليس عنده أي شفقة أو رحمة علينا نحن

المواطنين العاديين، وفي برج حمود هناك شركة صاحبها مشهور أيضاً وتسري عليه المواصفات نفسها.

***

ما يقوم به هذان المتعهدان هو طمر للمشكلة وليس معالجة لها: فالشركة التي تجمع النفايات في الكوستابرافا تمهيدًا لمعالجتها لاحقًا، بعد انجاز المعامل أو ​المحارق​، لم تنجز عملية الجمع بطريقة علمية وبيئية صحيحة بحيث تستحيل معالجتها لاحقًا، ولا يبقى متوافرًا إلا المحارق، ومن المفيد ان يعرف الرأي العام ان متعهد الكوستابرافا هو أحد المتعهدين الذي سيستورد المحارق، من هنا يمكن معرفة "خارطة الطريق الى القتل الجماعي":

نحن المواطنون "المُرضى" ما لنا بمجلس الانماء والأعمار وما لنا بالمتعهدين، لنا بمن ييسّر ويسهل ويعطي أمراً على حساب صحة الناس.

مطلوب من وزير البيئة الجديد ​فادي جريصاتي​، الشاب إبن بيت قضائي وقانوني بامتياز، ان يضع يده على الملف، لأن ما يجري ليس معيبًا فقط بل خطيرٌ إلى أقصى درجات الخطورة. هل بلغ معاليه تكاثر الأمراض من جراء هذه الكارثة البيئية التي لم يصل بلد في العالم إليها سوى وللأسف الشديد وطننا. وان يقاضي ولو مرة من يجب كفّ يده حتى لو كان من كبار "قياصرة" هذا الزمن الرديء.

***

التاريخ لن يرحم المسؤولين والمجالس والمتعهدين الذين عن سابق تصور وتصميم تسببوا في تحويل النفايات إلى "تلوث يسبب الأمراض والموت".