لفت الاتحاد اللبناني للأشخاص المعوقين حركيا، الى "أننا نشهد هذه الأيام تنافسا بين محطات التلفزة على تنظيم حلقات خاصة بالأشخاص المعوقين، إن من خلال عرض قصصهم الناجحة لتقديمهم دائما كأبطال، أو من خلال عرض قصص حزينة عن حال ​الفقر​ والحرمان وبالتالي مساعدتهم عبر حملة مالية، فقد تكون النهاية السعيدة بتلقي الشخص المعوق مساعدة هي عبارة عن منزل وراتب شهري. جميل أن نرى حلم أحدهم يتحقق"، مشيرا الى أن "قصص النجاح لا تُظهر العوامل التي توفرت لتمكين الشخص من النجاح. واللافت أن عدسات الكاميرا تقترب من الوجوه لتري الرأي العام عيون الأشخاص ​المكفوفين​، تماما مثلما يفعل المصورون في وجود كرسي متحرك، حيث يركزون على الدولاب أكثر من التركيز على الشخص نفسه".

ورأى الإتحاد في بيان أنه "كان من الأجدى أن نرى البرامج دامجة وخالية من العوائق وأن نشاهد الأشخاص المعوقين جزءًا من المشهد العام. لذا، لم يتعرف المشاهد على تلك الأمور والمعايير التي تمكن كل فرد من العيش بكرامة في المجتمع. لم تتناول الخلل في المنظومة الاجتماعية التي أدت إلى إقصاء الأشخاص المعوقين وعزلهم"، معتبرا أن "خلاصة هذه العروض حاولت ان تقول للرأي العام أن الأشخاص المعوقين أبطال واستثنائيون، وهذا يكرس النظرة النمطية حول الأشخاص المعوقين والثقافة الخاطئة. كما أن هذه البرامج جعلت البعض يزداد شفقة على هؤلاء او يزداد إعجابا بصورة الأبطال".

وأوضح أنه "في المقابل، لا يتم التطرق إلى ​البيئة​ المعيقة وتظهيرها ليفهم المشاهد معنى التنوع والمعايير لدامجة. فدموع طفل معوق حرم من التعليم بسبب إعاقته لم يتم التوقف عندها بل مرت بسرعة، لم تذهب الكاميرا لترينا النواقص في مبنى المدرسة وفي الجهاز التعليمي، والمنهاج والإدارة التعليمية"، مذكرا أن "للإعلام دور أساسي في التأثير على الرأي العام ونظرته للأشخاص المعوقين، وللإعلام دور اساسي في نقل الرأي العام من المعتقدات الوهمية إلى واقع الحقيقة المجردة. هذا الجهد سيكون أفضل وأكثر جدّية لو أن المبادرين اعتمدوا المقاربة الحقوقية، التي تتطلب الالتزام بلغة وصيغة معينة. فالتعاون مع الأشخاص المعوقين في التحضير سيكون مجديًا أكثر لخدمة الدمج والمساواة".

وطالب الإتحاد بـ"تنظيم ورشة عمل تبحث في كيفية الوصول للإعلام الدامج، علمًا أننا سبق وطورنا دليلا لوسائل الإعلام لكيفية التعامل مع الأشخاص المعوقين، والتعمق في حقوق الأشخاص المعوقين واحترامها".