بعد قرار ​المجلس الدستوري​ إبطال نيابة ​ديما جمالي​، نتيجة الطعن الذي كان مقدماً بنيابتها، توجهت الأنظار إلى عاصمة ​الشمال​ التي ستكون على موعد مع معركة إنتخابية جديدة، ستخاض على أساس النظام الأكثري، لأنها ستكون على مقعد واحد هو المقعد السني الذي كانت تشغله جمالي، التي لم تكن راضية عن هذا القرار، تماماً كما هو الحال للمرشح السابق عن "​جمعية المشاريع​ الخيرية الإسلامية" طه ناجي، الذي كان ينتظر منذ لحظة تقديمه الطعن إعلان فوزه، على أساس أن الخطأ يتعلق بالعملية الحسابية لا أكثر، وهو ما أكده المجلس الدستوري في قراره، حيث أعلن أن اللائحة التي تضمه حازت على الكسر الأكبر لكن عدد الأصوات لا يعتدّ به.

وفي حين لا تزال معالم المعركة التي ستشهدها ​مدينة طرابلس​ غير واضحة بشكل كامل حتى الآن، يبدو أن تيار "المستقبل" هو المستفيد الأول من الصيغة التي تم بها قبول الطعن بأحد أعضاء كتلته النيابية، نظراً إلى أن إعادة إجراء الإنتخابات على أساس النظام الأكثري ستضعف حظوظ منافسيه إلى أدنى حدود، خصوصاً إذا ما كان رئيس ​الحكومة​ السابق ​نجيب ميقاتي​ إلى جانبه في هذه المعركة.

في هذا السياق، تؤكد مصادر سياسية طرابلسية، عبر "النشرة"، أن ميقاتي هو "بيضة القبان" في هذه المعركة، نظراً إلى أن ​الإنتخابات النيابية​ الأخيرة، في شهر أيار من العام الماضي، أكدت أنه يملك الكتلة الناخبة الأكبر، وبالتالي صورة المواجهة ستكون متوقّفة على القرار الذي سيتخذه، إلا أن جميع المؤشرات تدل على أن رئيس الحكومة السابق سيكون إلى جانب مرشح "المستقبل"، على عكس ما كان عليه الواقع في الإنتخابات السابقة، نظراً إلى طبيعة العلاقة القائمة اليوم مع رئيس الحكومة ​سعد الحريري​، التي ترجمت توزيراً لاحدى الشخصيات المحسوبة عليه في الحكومة الحالية، بعد أن كانت المنافسة على أشدها سابقاً.

من وجهة نظر هذه المصادر، ميقاتي لا يمكن إلا أن يكون إلى جانب الحريري في هذه المعركة، لا سيما بعد ما حصل على مستوى تشكيل الكتل الإنتخابية، فهو كان من الممكن أن يصطفّ إلى جانب كل من النائبين السابقين ​فيصل كرامي​ و​جهاد الصمد​ في الإنتخابات السابقة، إلا أن الفريقين قررا خوض المعركة بشكل منفصل بسبب مقتضيات الفوز، وكانت المنافسة التي يخوضانها بوجه تيار "المستقبل"، وكان من المتوقع أن يكونا ضمن الكتلة نفسها بعد الإنتهاء من هذا الإستحقاق، إلا أن كلاًّ من كرامي والصمد قررا الإنضمام إلى الكتلة التي شكّلها تيار "المردة"، وتؤكد المصادر أن ميقاتي لم ينسَ لهما هذا الأمر ولو لم يعلن أي موقف منهما بصورة في أي مناسبة.

في المحصّلة، تعتبر المصادر نفسها أن نتيجة المعركة محسومة، بغض النظر عن المنافسين لمرشح "المستقبل"، حيث تُطرح علامات الإستفهام حول الشخصيات والقوى التي من الممكن أن تقرّر خوض هذه المواجهة، أبرزها، إلى جانب ناجي، الوزير السابق ​أشرف ريفي​، الذي قد يقرر خوض التجربة من جديد، بالرغم من أن إمكانية الفوز شبه معدومة، الأمر الذي قد يدفع أغلب المعنيين إلى العزوف عن خوضها.