تعدّ "قناطر زبيدة" واحدة من أجمل المناطق الساحليّة التي تتميز بطبيعتها الخلابة. هذه البقعة التي من منطقة ​الحازمية​ يقصدها كلّ من يريد تنشّق الهواء العليل أو السير على جانب النهر الذي يربط الحازمية بمنطقة ​المنصورية​... ولكن هذه المنطقة رغم جمالها لم تسلم من ​أزمة النفايات​ التي عصفت بمختلف المناطق اللبنانية فبات النهر مكباً لها!.

على جانبي النهر من الجهتين الغربيّة التي تتبع للمنصوريّة، والشرقيّة التابعة للحازمية، تشكل النفايات سلسلة واحدة أو خطاً واحدا يكاد يلامس المياه التي تعكّرت وتغيّر لونها نتيجة التلوّث الناجم عن القُمامة، والتي لا يمكن أن تكون مجرّد أوساخ عاديّة يرميها المارّة نظراً للكميّة الموجودة، وهنا يبقى السؤال: "ما حقيقة رمي النفايات في النهر، ومن المسؤول عن تنظيفه"؟!.

بعد جولة قامت بها "​النشرة​" على الموقع المذكور في قناطر زبيدة، حاولت الاتصال ببلدية الحازميّة للاستفسار عن الموضوع وحول من يرمي النفايات في النهر، ولماذا المسألة مهملة بهذا الشكل خصوصاً وأنها لا تمسّ فقط بالبيئة بل بصحة الانسان، فأوضحت مصادر بلديّة أنها "سترسل فرقاً للكشف على الموقع وتحديد أسباب رمي النفايات فيه"، إلا أنّها عادت وأكدت أن "تنظيف النهر ليس من مهمتها هي بل من مهمة ​وزارة الطاقة والمياه​".

تقاذف التهم

بدورها شددت مصادر في الوزارة المذكورة على أن "مهمّتها تقتصر على تنظيف جوف النهر حصراً"، مؤكدة في نفس الوقت أن "بلديّة الحازمية والبلديّات المعنيّة في هذه المسألة لا يمكنها أن ترمي الاتّهامات جزافاً على وزارة الطاقة، فيما هم يدركون أن الواقع مختلف تماماً"، كاشفةً أنه "مع تفاقم الأزمة في الأوقات السابقة لجأت البلديّات المعنية الى التخلّص من نفاياتها عبر رميها على ضفاف النهر"، متسائلةً "لماذا يحمّلون وزارة الطاقة مسؤولية أفعالهم"؟!.

وتشير المصادر الى أن "لدى وزارة الطاقة الامكانية لتنظيف النهر مرّة أو مرّات عندما تستدعي الحاجة ولكن ليس في الامكان تنظيفه يومياً لأنه ترمى على ضفافه النفايات"، ومشيرة في نفس الوقت الى أن "من مهمة البلديات مراقبة الاعمال هناك وعدم السماح برمي النفايات ولكن ما يحصل هو العكس".

الضرر البيئي كبير

في هذا السياق شرحت مصادر بيئيّة مطلعة عبر "النشرة" أن "لهذه النفايات مساوئ كبيرة على صحة الإنسان تصل الى حدّ تهديد سلامة الجهاز التنفسي الأعلى والأعمق، وصولا إلى تهديد السلامة الصحيّة العامة، وبالدرجة الأولى منهم الفئات الأكثر هشاشة وتحسّسا، مثل الأمّهات الحوامل والرضّع والأطفال وكبار السن والمرضى، ولا سيما مرضى الجهاز التنفسي والقلب والشرايين وغيرها من الأمراض المزمنة"، مشيرةً أيضا الى أن "للقُمامة الضرر الكبير على البيئة الحيوانيّة، ويعدّ تسمم الحيوانات وقتل الحياة المائية بشكل مباشر عن طريق الاختناق وغير المباشر احد اهم التأثيرات الضارّة التي تسبّبها النفايات".

إذاً حالياً تعدّ "قناطر زبيدة" واحدة من المناطق المنكوبة التي تعاني التشوّه نتيجة تراكم القُمامة، فهل فعلا لا يُدرك المعنيون ماذا يفعلون بالطبيعة وصحة الانسان؟!، وهل المطلوب الاستمرار في سياسة تقاذف المسؤوليّات والتّهم من دون التصدّي الفعلي للمشاكل والأزمات؟!