أعلن وزير الخارجية ​جبران باسيل​ خلال تمثيله رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في حفل توقيع مذكرة تفاهم للمحافظة على ذاكرة المعالم الاثرية الدينية المقدسة، من تنظيم جامعة الروح القدس - الكسليك وجمعية طاقة الإيمان ال​لبنان​ي "LFE" ، في جامعة الروح القدس، "ان لبنان هو ارض عبادات والالهة منذ زمن الكنعانيين، وهو ارض القداسة من زمن انتشار الاديان السماوية اليهودية و​المسيحية​ و​الاسلام​، التي توزعت معابدها من شماله الى جنوبه وانتشرت فيه تعاليم الاديان الثلاثة، على امتداد الجغرافيا، بالمعابد والاديرة والمناسك المسيحية والاسلامية، فتجذرت المسيحية في لبنان وبلغ الحد بالمسيحيين بمناداة ​العذراء​ أرزة لبنان، ومن على قمة حرمون في ​جبل الشيخ​، تجلى المسيح لتلاميذه وخرج القديسون من مارينا الى شربل ونعمة الله الحرديني ورفقا والطوباويون،" مشيرا الى ان "هي نعمة كبيرة لبلد صغير مثل لبنان وبشعبه الصغير، ثم جاء الاسلام في عهد الخليفة عمر وعثمان وانتشرت ايضا اماكن العبادة ومن مواد من لبنان بني البيت الحرام وتغنّى المتنبي بثلوجه وصار مقصدا للزهاد الصوفيين الذين أنشأوا حوارات مع الرهبان المسيحيين،".

وشدّد باسيل على "ان عن هذا الارث الديني المتنوع نتكلم اليوم حين نعلن ان لبنان جدير ان يكون مركزا لحوار الاديان وننطلق اليوم لترويج ​السياحة الدينية​ ويكفي ان يكون هناك مقام العذراء مريم في ​حريصا​ و​مار شربل​ في ​عنايا​، يزورونهما الملايين، فضلا عن طريق القديسين التي تربط 4 قديسين في اقل من 20 كيلومتر وستنطلق قريبا مرحلته الثانية وسيسلكه ملايين اللبنانيين ليعيشوا القداسة، وهو طريق يمكن ان ينافس اهم مراكز الدينية في العالم مثل مقام لورد في فرنسا ومقام ميديغورييه، " ورأى ان "كل المذاهب في لبنان تملك إرثا تاريخيا ولبنان يعني قلب الله ويقصدون به ايضا الجبل الابيض وهو يترردد 70 مرة في الكتاب المقدس ويشبّه جمال الله بأرز لبنان ويسمى ارز الرب" وشدّد على ان "السياحة الدينية لن تكون منسية او مهملة بل هي مصدر تنمية مستدامة وهي علاقة الاف السنين بين الانسان والله وهي ارض مقدسة، فيها مقام النبي ايوب في نيحا وضريح الست خولة في بعلبك والاوزاعي وغيرها، ما يشكل خارطة طريق للسياحة الدينية".

وأكّد باسيل ان "لبنان الذي انطلقت منه احتفالات مسيحية اسلامية مشتركة، بتجربة فريدة في العالم، هو ارض حوار وليس صدام، وليس صدفة ان يحدّد الفاتيكان لبنان كوجهة للسياحة الدينية للعام 2019، وسنسمع بأخبار مفرحة للبنان هذا العام في هذا الاطار، وهناك مئات الاف الاجانب واللبنانيين سيزورون الاف الاماكن المقدسة في كل لبنان وهو ليس حلما بل واقع قريب سيتحقق وعلى الدولة اللبنانية ان تحضّر ​البنى التحتية​ والنقل لتستقبل السياح كما يجب، وادعو رجال الدين المسيحيين والمسلمين في لبنان والعالم لتشجيع اللبنانيين المنتشرين الى زيارة المعالم الدينية التي يجهلونها وليتعرفوا على كنوز بلدهم ويعززوا اكتشافهم لذاتهم ولثروة لبنان الوطنية، فلبنان يملك كل المقومات الطبيعة والانسانية والحضارية،" موجها "نداء خاصا الى الشباب من جذور لبنانية الذين لم يزوروا لبنان ، ادعوهم الى التعرف على ارض اجدادهم الشجعان وهم الذين هاجروا لبنان الى الجهات الاربعة، فلتحجوا الى لبنان لتأخذوا حفنة ايمان من لبنان منبع الايمان، وادعو الى ورشة وطنية لاكتشاف ثروة لبنان الدينية، لبنان التنوع والانفتاح والتلاقي، لبنان السياحة الدينية والمساحة الحوارية لان لبنان الاخر سيزول، لبنان الانغلاق والطائفية والفساد، سينتهي،" وذكّر باسيل بأن "التنوع هو الذي يبرر لفخامة الرئيس العماد ميشال عون إنشاء اكاديمية الحوار بين الاديان والحضارات، ونحن ابناء الديانة التي تقول بايمانكم تنقلون الجبال، فلنحافظ بايماننا على لبنان ونبقى فيه."