لفت القيادي في تيار "المستقبل" النائب السابق ​مصطفى علوش​ ممثلا رئيس ​الحكومة​ ​سعد الحريري​ خلال الإحتفال الذي دعت إليه نقابة أطباء ​لبنان​ - ​طرابلس​ بمناسبة إنعقاد المؤتمر ال44 لإتحاد الأطباء العرب بطرابلس إلى أنه "شرفني الحريري بتكليفي بالترحيب بكم في مدينتكم طرابلس تلك الواحة التي لم تتوقف يوما عن الحلم بوطن عربي يضمنا في أحضانه الرحبة في ظل كرامة الإنسان الفرد وحريته وتعدديته وإنفتاحه على الحضارة والعلم والحوار،ان حال العرب اليوم كما وصفها إبن زيدون بقوله: وناب عن طيب لقيانا تجافينا أضحى التنائي بديلا من تدانينا".

وأشار إلى أن "حضوركم اليوم إلى هذه المدينة يشبه قول الشاعر أحمد رامي في إجتهاده في رباعيات عمر الخيام "إن تفصل القطرة من بحرها، ففي مداه منتهى أمرها، تقاربت يا رب ما بيننا مسافة البعد على قدرها، فنحن كلنا قطرات من بحر العروبة مهما بخرتنا ​الحرائق​ وبعثرت غيماتنا الرياح، لكن مصير المطر أن يهطل لتعود القطرات إلى وحدة البحر من جديد فمسافة القرب بيننا أقوى من بعيد".

وأشار إلى أنه "ينعقد هذا المؤتمر اليوم في ظل تحديات كبرى أدخلها العلم على البنيان الإجتماعي والإقتصادي والأخلاقي للبشر، ورغم كل ذلك فما زال معظمنا جاهلا أو متجاهلا لتداعيات هذا الحدث الثوري والمفصلي في تاريخ البشر، يأتي هذا التحول العنيف ومعظمنا ما زال يعيش في حفرة أدخلت النعامة رأسها فيها لكي لا ترى الخطر الآتي، نعيش على ذكرى الماضي المجيد ونتغنى بالرازي وإبن سينا وإبن الهيثم وإبن رشد وننسى أن ​العالم​ الذي نهل منهم أصبح بعيدا عنا بعد النجوم، ان التحديات التي أطلقها العلم في اواخر القرن العشرين هي ثلاثة: تفكيك الشيفرة الجينية للانسان، مشروع ​النانو​ التكنولوجي أو النانو بيوتكنولوجي ومشروع الذكاء الإصطناعي او دعم العقل البشري بشبكة المعلوماتية الإصطناعية".

أضاف: "كلها مشاريع مترابطة ومرتبطة بشكل مباشر بعالمنا الطبي وتطرح تحديات كبرى على مختلف المستويات العلمية والإجتماعية والطبية والإقتصادية وبالتأكيد الأخلاقية، وبكل موضوعية لم أر أي جهد حقيقي في عالمنا العربي للبحث في تداعيات هذه التحديات التي ستؤدي حتما إلى توسيع الهوة بين العوالم وتضعنا قريبا في غياهب الحيرة والوهن والعجز عن الإدراك او اللحاق بالركب.ان عالمنا العربي وبالرغم من غناه بالنخب في شتى المجالات العلمية إلا أنه لا يزال يعيش في واقع معرفة ضامرة وفراغات معرفية تملؤها الاساطير ورغم إدراكنا بالتقصير فإننا نستمر بتسويف عجزنا بمزيد من الأساطير فيما تعيش نخبنا في حال إنفصال عن الناس بشكل عام أو تهجر إلى غير رجعة".

وقال: "صحيح أن معظم الدول الصناعية وضعت ضوابط أخلاقية على مسألة الهندسة الجينية للبشر، لكن ظهور تقنية CRISPR سنة 2015 فتحت الباب للمزيد من الآفاق في هذا المضمار وسهلت بشكل كبير عملية الهندسة الجينية لتصبح بمتناول اليد في كثير من المختبرات الكبرى حول العالم، وفي ظل عالم يتنافس فيه الكبار على إكتساب المزيد من عناصر القوة والسلطة والمال فإن إمكانية تملص هذه التقنيات من الضوابط أمر محتوم ومنذ شهرين فقط أعلن علماء في ​الصين​ عن نجاح تجربتهم في الهندسة الجينية على جنين بشري بتقنية الكرسبر وبالرغم من ردات الفعل المستهجنة في الأوساط العلمية في الغرب، فإن هذا الأمر فتح باب التنافس على مصراعيه، ولا احد منا يعلم ماذا يحدث في المختبرات السرية الحكومية وغير الحكومية، وبدأت مختبرات عريقة في ​العلوم​ الجينية بالمطالبة برفع الضوابط عن الهندسة الجينية عند البشر، وقد نشهد قريبا فصولا جديدة بهذا الخصوص وقد يفاجئنا حدث في اي وقت بالمستقبل القريب، والجدير ذكره هو ان الهندسة الجينية مفتوحة بشكل شبه كامل على الحيوانات والنبات".