نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الاميركية مقالا بعنوان "هل هناك ربيع عربي في الطريق؟"، أشارت فيه إلى ان "الأسابيع القليلة الماضية شهدت تظاهرات جماهيرية مستمرة في دولتين يحكمهما نظامان مستبدان منذ وقت طويل"، مشيرةً إلى أن "الرئيس ​السودان​ي ​عمر البشير​، أعلن بعد ثلاثة أشهر من التظاهرات، عاما من أحكام الطوارئ، وقرر حل ​الحكومة​ وحكومات الولايات الفدرالية في محاولة منه لتقوية سلطته على الحكم".

ولفت إلى أن "هذا لم يمنع من استمرار الاحتجاجات، وما يزال وضعه ضعيفا، حيث يرى البعض نهاية حكمه الذي مرت عليه ثلاثة عقود تلوح في الأفق، وكما كتب كل من محمد عثمان وماكس بيراك، فإن الكثيرين في الشارع السوداني يرون أن قرار البشير الأسبوع الماضي خطأ كلاسيكي عادة ما يقع فيه الديكتاتوريون الذين يقفون على حافة نهاية حكمهم، ويزيد من الآمال بأن أيامه في الحكم باتت معدودة",

وأشارت إلى أنه "في الوقت ذاته فإن الاحتجاجات زادت في عموم أنحاء ​الجزائر​ خلال الأسبوعين الماضيين، حيث يطالب المحتجون الرئيس ​عبد العزيز بوتفليقة​ التخلي عن خططه الترشح لولاية خامسة، وذلك في ​الانتخابات​ المقرر عقدها في الشهر المقبل، وبلغ بوتفليقة من العمر 82 عاما في نهاية الأسبوع الماضي، ويقود بوتفليقة البلاد منذ عام 1999، وعانى في عام 2013 من جلطة دماغية تركته مقعدا على كرسي متحرك، ولم يتحدث أمام الرأي العام منذ سبعة أعوام".

وأضافت الصحيفة: "حالة بوتفليقة الصحية تقدم مجازا عن حكم المسنين الذي تعيشه الجزائر منذ استقلالها عام 1962، حيث لم تتخل ​جبهة التحرير الوطني​ عن السلطة، ويرى الناشطون أن بوتفليقة يترأس ما يراه النقاد نظاما باليا يقوده قادة ​الجيش​ الكبار والمخابرات، ومجموعة من ​رجال الأعمال​ الأثرياء"، منوهةً إلى أنه "عندما اجتاحت ​العالم العربي​ ثورات أطاحت بأنظمة من مصر إلى ​ليبيا​ وتونس و​اليمن​، فإن حكومة بوتفليقة حافظت على نفسها من خلال المساعدات لتخفيف حدة التوترات الاقتصادية".

وبينت أنه "مع ذلك فإن المحللين يحذرون من التسرع والحديث عن عودة ​الربيع العربي​؛ لأن الاضطرابات في السودان والجزائر تجري في سياقات مختلفة، إلا أن الظروف في ​شمال أفريقيا​ و​الشرق الأوسط​، التي أدت إلى الربيع العربي لا تزال كما هي، بل أصبحت أسوأ".