أكدت مصادر فلسطينية لـ"النشرة"، أن المساعي الحميدة الفلسطينية-اللبنانية لردم الخلافات الداخلية، لعقد اجتماع لـ"القيادة الفلسطينية الموحدة" في لبنان، تراوح مكانها من الجمود والتعثر، بعدما توسعت دائرة الخلافات بين حركتي "فتح" و"حماس" من جهة، الى قرار "فتحاوي" بمقاطعة حركة "الجهاد الاسلامي" من جهة اخرى، ناهيك عن التباين بين موقفي الجبهتين "الشعبيّة والديمقراطيّة" مع مواقف حركة "فتح" ما يصعب عمليّة التلاقي سريعا.

وأوضحت المصادر، ان مسؤول الملفّ الفلسطيني في حركة "أمل" عضو المكتب السياسي محمد الجباوي لم يفقد الامل في تقريب وجهات النظر بين ​القوى الفلسطينية​ على اختلافها، لتجاوز الخلافات من اجل التلاقي سيما وان استحقاقين هامين ينتظران القوى الفلسطينية، الاول في المدى القريب ويتمثل بالرغبة اللبنانيّة بفتح حوار لبناني فلسطيني رسمي، يحاكي الهواجس اللبنانيّة من المخيّمات الفلسطينيّة، ويوازي بين تخفيف معاناة اللاجئين فيها عبر اقرار سلسلة من القوانين المدنيّة والاجتماعيّة والانسانيّة التي تسهل حياتهم بانتظار العودة، والثاني في المدى الذي يليه ويتمثل بمواجهة "صفقة القرن" التي تعتزم الادارة الاميركيّة اعلانها والتي رفضتها السلطة الفلسطينية والقوى المختلفة والهادفة الى تصفية القضية الفلسطينيّة وشطب حقّ العودة وفرض ​التوطين​.

واشارت المصادر الى ان حراك "القوى الاسلامية" في ​مخيم عين الحلوة​ الاخير باتجاه مختلف القوى الفلسطينية وتحديدا سفير دولة فلسطين في لبنان ​أشرف دبور​ وقيادات حركة "فتح" و"حماس" و"الجهاد الاسلامي" دلّ بوضوح على عمق الهوة التي تحتاج الى المزيد من الجهود والاتصالات لتؤتي ثمارها، فيما جرت محاولة لجمع الصفّ ولكنها تعثرت، على وقع تأكيد جديد من أمين سر حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان ​فتحي أبو العردات​ بان لقاءات للقيادة السياسية الموحَّدة في لبنان ستعقد بدعم من الجانب اللبناني لتحريك ملف الحقوق المدنية والإنسانية للفلسطينيين في لبنان".

الى جانب ذلك، أوضحت المصادر الفلسطينيّة لـ"النشرة"، أن الوضع الامني في مخيم الميّة وميّة هادىء ومستقر، وان الاستنفار المحدود الذي شهده الاسبوع الماضي لا يعدو كونه أكثر من "سوء تفاهم" في التبليغ، حيث طلبت القوى الأمنيّة في الجنوب، من "​انصار الله​" تسليم منزل يعود ملكيته الى مواطنة من ابناء بلدة الميّة وميّة "أم الياس"، بمحاذاة مقر "أنصار الله"، فطلب نائب الامين العام ماهر عويد مهلة ايام لاقفال نفق قديم يمر قربه، ولما بدأ عناصر التنظيم بالعملية اعتقد عناصر "فتح" ان ثمّة تحركات جديدة وتدشين وحفر نفق، فحصل استنفار، غير ان اتصالات سياسية وامنيّة واكبت الموضوع وطوقّته سريعا.

ملفات حياتية

الى جانب الوضع الامني، تقدم في مخيم عين الحلوة ثلاثة ملفات خدماتية:

1-موضوع ترميم العشرات من المنازل المتصدعة بمنحة المانية، حيث ابلغت ادارة "​الاونروا​" أصحابها الموافقة على عملية الترميم، على ان يجري الكشف الأخير لهذه المنازل للتأكد من بقائها على حالها او اذا ما دخل اليها اي ترميم او عما اذا كان هناك منازل اخرى بحاجة الى ترميم، على ان تبدأ الاجراءات الادارية قريبا.

تفاعل قضية منع ادخال مواد البناء والاعمار الى المخيمات اثر اتخاذها منحى جديدا، بعد توقيف الشابين 2-ابراهيم مصطفى، من سكان مخيم البرج الشمالي، الذي بنى منزلا صغيراً له فوق منزل والده ومنزل عمّه المبني في المخيم منذ عشرات السنين، والشاب سعيد جمال شبايطة الذي بنى منزلا في حي "حطين" في مخيم عين الحلوة ايضا.

3-التقرير الذي أصدرته "المبادرة الشعبية الفلسطينية" حول الفقر والجوع الذي يجتاح ​المخيمات الفلسطينية​ في لبنان، حيث استكملت احصائياتها، فتبين في احدى استطلاعتها الميدانيّة التي شملت 44 من تجار واصحاب المحال التجارية، الى تراجع نسبة المبيع ما بين 2016 الى اليوم بما يقرب 60 بالمئة، وان كانت النسبة ترتفع كثيرا لدى محلات الملابس والكماليات وتنخفض قليلا لدى محلات الخضار واللحوم. الا ان المحلات الصغير حيث شملت العيّنة كبار تجّار المخيم الى صغارهم وكل الاحياء من السوق الى الاطراف اكدت ان نسبة التراجع وصلت الى 60 بالمئة وابدوا جميعا ممّن شملتهم العيّنة استعدادهم للتوثيق الاعلامي، ارتفاع معدل الديون بنسبة وصلت الى ما يفوق الخمسين بالمئة للافراد، وما يوقفها هو اقفال اصحاب المحال لها نتيجة عجزهم عن تحملها اكثر. ويفيد عدد من التجار الكبار والمتوسطين ان معظم الزبائن يسدّدون انما نسبة تسديدهم تقلّ عن سحوباتهم، مما يرفع العجز دوما، كما شف الاحصاء عن اجماع لدى بائعي الخضار ان نسبة مشترياتهم وصلت الى اقل من اربعين بالمئة، وغابت بضائع الباب الاول تماما عن مخيم عين الحلوة. زخلص الاحصاء الى أن العديد من التجار تحدث عن ظاهرة الدَّين التي لم يكن يعرفها هذا القطاع في السابق، واكد هؤلاء ان الكثير من العائلات باتت تشتري نصف كيلو من البطاطا، اضافة الى ارتفاع ملحوظ لظاهرة شراء نصف وقية من اللحوم.