وجه بطريرك ​السريان الكاثوليك​ الأنطاكي ​مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان​، التهنئة للحكومة الجديدة، متمنيا لها "النجاح في تحقيق تمنيات الشعب ال​لبنان​ي وتطلعاته، و​مكافحة الفساد​، وإجراء الإصلاحات من أجل النهوض ​الإقتصاد​ي"، وداعيا إلى "أن تتعزز الوحدة ويترسخ التعاون بين أعضاء الحكومة، فيتعالى الجميع عن الخلافات والاتهامات المتبادلة، ويعملون لما فيه خير البلاد". كما طالب المسؤولين ب"العمل الجاد على تأمين عودة ​النازحين السوريين​ إلى ديارهم، لأن لبنان لم يعد يحتمل الضغط الهائل الذي يسببه وجودهم على اقتصاده ومعيشة مواطنيه"، مذكرا ب"وجوب الفصل بين الحل السياسي في ​سوريا​ وعودة النازحين إليها". وأكد غبطته أن "السريان مكون أصيل ومؤسس في لبنان، ولهم الحق بأن يتمثلوا في مختلف مرافق الدولة ومؤسساتها المدنية والإدارية والقضائية والعسكرية"، ومنوها "بالدور الريادي البارز الذي لعبه السريان في إغناء ثقافة لبنان وحضارته برفده برجالات علم وثقافة اضطلعوا بمسيرته وصنع هويته".

كلام يونان جاء خلال ترؤسه القداس الإحتفالي الرسمي ل​طائفة السريان الكاثوليك​ بمناسبة عيد القديس مار أفرام السرياني، شفيع الطائفة وملفان الكنيسة الجامعة، حبث توجه يونان إلى ممثل ​رئيس الجمهورية​ وزير المهجرين ​غسان عطالله​ بالتأكيد على "أننا نقدر وجودكم في ما بيننا اليوم وأنتم تمثلون فخامة رئيس الجمهورية الذي نثمن جهوده في قيادة دفة البلاد، ونتمنى له دوام الصحة والعافية والنجاح في تحقيق المستقبل الزاهر للبناننا الحبيب".

ولفت إلى "أننا نجدد مطالبتنا جميع المسؤولين بالعمل الجاد على تأمين عودتهم إلى ديارهم كي يواصلوا حياتهم بالأمانة لتاريخهم وثقافتهم وحضارتهم، ويحافظوا على حقوقهم، وخاصة أن وطننا لبنان لم يعد يحتمل الضغط الهائل الذي يسببه وجودهم على اقتصاده ومعيشة مواطنيه. وإننا نناشد ​المجتمع الدولي​ بوجوب الفصل بين الحل السياسي في سوريا وعودة النازحين إليها، كيلا تتكرر مأساة اللاجئين الفلسطينيين الذين لا يزالون بانتظار الحل السياسي منذ أكثر من سبعين سنة".

ونوه يونان بـ "الدور الريادي البارز الذي لعبه السريان في إغناء ثقافة هذا البلد وتاريخه وحضارته برفده برجالات علم وثقافة، اضطلعوا بمسيرته وصنع هويته. نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر، سلفنا الأسبق المثلث الرحمات البطريرك الكردينال مار اغناطيوس جبرائيل الأول تبوني، الذي ساهم مساهمة فعالة في ولادة دولة لبنان الكبير، والفيكونت فيليب دي طرازي مؤسس المكتبة الوطنية، والمشرع العلامة إدمون رباط، أحد واضعي ​الدستور اللبناني​، وغيرهم ممن قدموا الغالي والنفيس في شتى مجالات العلم والمعرفة والإقتصاد، ولا يزال السريان يجهدون في خدمة وطنهم لبنان بكل ما أوتوا من طاقات ومواهب".