شدد وزير الخارجية والمغتربين ​جبران باسيل​ على "أنني كوزير خارجية ​لبنان​ أملك اجندة وطنية ومتمحورة فقط مع مصلحة لبنان وليس في اي محور آخر، في وقت لا يجب على بلد مثل لبنان ان يتموضع في اي محور، وان يراعي القانون الدولي بالوقت نفسه"، مؤكدا أن "مصلحة لبنان بالتأكيد ان يكون عدوا لاسرائيل لانها المعتدية دائما عليه، وبخاصة ان اليوم لبنان على تقاطعات كبيرة تعيد رسم ال​سياسة​ الدولية"، مشيرا الى أن "مصلحتنا الا ننحاز بالمطلق في القضايا الاقليمية الا بما يتناسب مع صيغتنا اللبنانية".

وجزم باسيل في حديث تلفزيوني أنه "كلّ ما توفّر التوازن على المستوى الدولي، بين اميركا و​روسيا​، كلما حفظ هذا التوازن لبنان"، مشيرا الى أن "قوتنا الذاتية حمتنا من الاعتداءات الاسرائيلية، قوة شعبنا ومقاومتنا وجيشنا"، مشددا على أن "لا ولاء لدينا الا للبنان وعلينا تطبيق سياسة تحمي البلد. ولاءنا فقط للبنان وفي الجغرافيا ​سوريا​ ستبقى دائما على حدودنا، وما يحصل في سوريا يؤثر علينا ونحن دفعنا كثيرا حين كانت وصية على لبنان ودفعنا الكثير لاخراجها واليوم نسعى لعلاقة دبلوماسبة جيدة، فالنار السورية وصلت الى لبنان، ومصلحتنا مواجهة الارهاب ولذلك تكمن مصلحتنا ان نأخذ الدعم العسكري من اميركا".

وحول ملف ​النازحين​، لفت الى أن "سوريا اليوم اقرب الينا من موسكو ويمكن ان نخاطبها مباشرة لاعادة النازحين، اما موسكو فدورها مساعد لهذه العودة، بسبب وجودها على حدودنا وعلى حدود اسرائيل"، معتبرا أن "اول خسارة في موضوع النازحين هي لسوريا ومن الخطأ تصوير ملف النزوح على اننا نراه من الزاوية السورية فقط، لان جزء منه يتعلق بعلاقاتنا الداخلية وقسم مع سوريا والقسم الثالث مع المجتمع الدولي، الذي يمكن ان يساعدهم بالاموال في سوريا ليعودوا"، مبينا أنه "حين نتفق في لبنان على تطبيق قانون العمل يغادر حينها كل من يعمل في لبنان بشكل مخالف للقانون، والربح مشترك للبنان وسوريا، بتوفر فرص عمل جديدة في لبنان للبنانيين وبإعمار سوريا بالنسبة لسوريا، ولذلك ندعو الى الاتفاق على ورقة موحدة تجاه النازحين والتي انجزناها منذ حكومة تمام سلام، ونحن نقر بأن قسما من السوريين لا يستطيعون العودة جراء الخوف والظروف ولكن هناك القسم الآخر الذي لا يعود بسبب المساعدات الدولية التي يحصل عليها هنا ولذلك نتحدث عن عودة آمنة كريمة وليس طوعية لأنه قد يبقى هنا ويصبح الامر توطينا."

واوضح باسيل أن "الدستور يقول ان سياسة لبنان الخارجية يقوم بها رئيس الجمهورية ودولة رئيس الحكومة ووزير الخارجية ومجلس الوزراء اي انها توافقية، وانا قلت للاميركيين ان لا يمكن لثلث الشعب اللبناني ان يكون ارهابيا"، مضيفا: "بالرغم من التناقض الكبير بيننا وبين اميركا بصفقة القرن التي ستولد ميتة، نحن لدينا تقاطعات ويمكننا اقناع واشنطن بضرورة الحفاظ على استقرار لبنان، وهذا الاستقرار يصب لمصلحتها وبخاصة بعد حادثة نيوزيلندا، ما يظهر لبنان كنموذج للتعايش، ونحن اسقطنا الارهاب وقادرين على اقناع اميركا بالنموذج اللبناني".

ولفت الى أنه دعا "السعودية لأن تعيد ثقتها بلبنان وان تكتتب بالخزينة اللبنانية ولبنان لا تحتمل طبيعته ان يكون اما في السعودية او في ايران او روسيا او في اميركا، وهو ليس ساحة كبيرة ليتحمل تصادم الدول الكبرى، وهو ليس بمقدوره صنع السياسات الدولية"، مبديا تفهمه "لانزعاج البعض من سياسة لبنان الاستقلالية، لأنهم تعودوا على سياسة لبنان التابعة، في وقت يراهن البعض على الغرب الذي سياساته تهدد وجود لبنان كما يحصل في موضوع النازحين، وسياستي في الخارجية تحددها مصلحة لبنان فقط لا غير، والدول العربية ستعتاد على ان لبنان يعمل بحسب مصلحته"، معتبرا أن "اسرائيل لا تشن الحرب على لبنان لأنها تعرف انها ستخسرها ولذلك قوة لبنان تمنع اسرائيل من الاعتداء عليه، اما هدفنا الاساسي فهو ان نحقق السلام، ولكن حين تفرض علينا الحرب علينا ان نخرج منتصرين كي لا تفرض عليه الحلول."

وأشار باسيل من جهة أخرى الى أن "الفساد يطال الجميع وليس فريقا محددا ونحتاج الى حالة استنفار اقتصادية لان لا نملك الوقت والظرف غير عادي يتطلب منا عملا اكبر والنتيجة سيئة على الجميع اذا لم ننجح في معالجة كل المشكلات"، مبينا أن "سيدر هي رزمة اصلاحات ولنا مصلحة في تنفيذ شروط سيدر، ولكن حين تكون هذه الشروط ضد مصلحتنا، أي حين يصبح ديناً لتشغيل وإبقاء النازحين فسنرفضه، ونحن رفضنا مبلغ الـ400 مليون دولار لان جزء منه هو لتشغيل السوريين ، ونحن سنوافق على الشروط التي تتناسب مع مصلحة لبنان لان المقدّم لنا من سيدر هو بالمحصلة مجموعة قروض"، مشيرا الى أنه "بعد قانون رفع السرية المصرفية الذي قدمناه اعددنا قانون رفع الحصانة، ومن يتهمني دائما هو من يجب ان يقدم الاثبات وليس العكس وانا الوحيد الذي رفعت السرية عن حساباتي عبر الاعلام"، واعتبر من جهة اخرى "ان خطة الكهرباء لا تتضمن بواخر بل انشاء معامل بالتعاون مع القطاع الخاص، وما نريده هو شراء الكهرباء بارخص الاسعار وهذا يتم عبر وقف التعطيل، والقيام بالمناقصات"، مشددا على ان ما اعتبره البعض تصعيدا من قبلي هو تعبير عن عدم الرضى بانطلاقة الحكومة حتى الآن".

وأضاف: "انساننا قادر على صنع التفاهمات ومن هنا اكاديمية الحوار التي طرحها الرئيس عون على ارض لبنان"، وعن الدعاوى التي ترفع على الناشطين عبر وسائل التواصل الإجتماعي، شدد على أنه "حرية الرأي وليس حرية الكذب"، مشيرا الى "أنناادفع ثمن المعارك التي اخوضها على اكثر من جبهة عبر الاغتيال السياسي لكن لن يجدوا يوما شيئا مما يتهمونني به"،معتبرا أن "الحقيقة وحدها تنقذنا ونحارب عقود من العقلية المرسومة على شكل معين لكن بايماننا نستطيع ان نحقق الكثير كما سبق وفعلنا في ملفات كثيرة".