لفت وزير الزراعة ​حسن اللقيس​، ممثلًّا رئيس مجلس النواب ​نبيه بري​، خلال رعايته حفل عشاء تكريمي أقامه المكتب التربوي المركزي لـ"​حركة أمل​"، لرؤساء الجامعات، إلى أنّ "قديمًا قيل: إنّ العلم يرفع بيوتًا لا عماد لها والجهل يهدم ​بيروت​ العز والشرف، فكيف إذا كان هذا التعليم عاليًا والبيت الّذي نتحدّث عنه هنا هو الوطن؟ وكما للزرع تربته، وللآلة مصنعها فعرين الكلمة المبدعة للفكرة الخلاقة هو الجامعة".

وأكّد أنّ "الجامعة ليست حقلًا للتلقين، ولا لحشو الأدمغة بجامد النصوص، بل هي مختبر العقول ومجال تلاقحها في الجامعات تصاغ العقول الّتي على وقع إنتاجها وإيقاع استنباطاتها ترتفع مداميك الأمم والأوطان والمجتمعات". ونوّه إلى "أنّنا نلتقي اليوم في رحاب ​الصوم الكبير​ عند الطوائف المسيحية الكريمة وبأجواء روحانية ​عيد البشارة​ بمعانيه الإسلامية والمسيحية، على حفل العشاء التكريمي الّذي يقيمه مكتب تربوي منذ أن أنشئ كان له ولم يزل الإسم المحفور عميقًا في واقع بلداتنا وقرانا، حيث سهر على ابتعاث الالاف وتأمين المنح لأكثرهم في الداخل، وهو المكتب الّذي جمع بين تبنّيه لوجع الطلاب وآلامهم ومعاناتهم وبين حسّ التضامن والعرفان بالجميل للجامعات الوطنية والخاصة".

وركّز اللقيس على أنّ "اليوم عندما يقف المكتب التربوي المركزي في "حركة أمل" مكرِّمًا عقولًا وطاقات استثمرت في التعليم الجامعي ووظّفت أموالها في هذه الرسالة الوطنية الكبرى، فهذا دليل على أنّ هذه الحركة المباركة تنظر بعين الارتياح والامتنان لكلّ عناصر الخير في مجتمعنا". وتوجّه إليهم بالقول: "أنتم اليوم ساهمتم عبر ما قدّمتموه ولا زلتم من منح ومساعدات وإعفاءات للطلاب ذوي الأوضاع الصعبة وساهمتم بالحدّ من نزيف الهجرة للشباب، وهذه من العناوين الوطنية الكبرى على صعيد المشكلات الّتي هي بحاجة الى حلول".

كما توجّه إلى رؤساء الجامعات والمعاهد، قائلًا: "على الرغم من كلّ الأقاويل سنبقى نثق بكم، ليس لأنّ الغالبية العظمى منكم انّما تأتي من منابت اجتماعية، ومناطق محرومة ومن مدارس سياسية نضالية فحسب، بل لأنّكم تلتزمون قضايا الطلاب وضرورة تأمين التعليم لجميع شباب وشابات ​لبنان​ بأقلّ التكلفة المادية".

وشدّد على "أنّنا إذ نرى حملة منظّمة تستهدف قطاع التعليم الجامعي بالاستناد إلى ارتكابات فعلها ويفعلها الكثيرون في قطاعات عدّة، نقول: ليس من خيمة فوق رأس أحد. نعم لمحاسبة أيّ مرتكب وفاسد كائنًا من كان في قطاع التعليم الجامعي، لكي يبقى هذا التعليم واحدًا من معالم النهوض اللبناني والميزات الّتي يتمتّع بها لبنان. فكما كان وهو الآن مستشفى المنطقة العربية يجب أن يعود جامعة المنطقة".

ونوّه اللقيس إلى "أنّنا نؤكّد جودة التعليم، والرقي بمستوى القائمين عليه وتعزيز التنافسية الإيجابية، ونرفض أن يهدم في لبنان ما بني خلال هذين العقدين. وعليه استمرّوا بتطوير مؤسساتكم واجعلوها اوتادًا راسخة في مشروع قيامة ونهضة لبنان المرجوة. ونحن معكم ومع الجامعة الأم، ​الجامعة اللبنانية​ عنوان نضالنا المطلبي التاريخي والمستمر"، مبيّنًا أنّ "مواطنينا ينتظرون منّا الكثير، وهم الّذين انتظروا طويلًا تشكيل حكومة اتّخذت لها شعارًا هو "إلى العمل".

وأفاد بـ"أنّنا اليوم نرى البلد واقعًا بين أزماته الداخلية وضغوط الخارج الّتي كنّا أمام واحد من مظاهرها قبل أيام، من خلال فرض الرؤى والمواقف استنادًا إلى القوة. من يعيد مشهدية "​وعد بلفور​" بعد مئة وسنتين باعترافه للاحتلال الصهيوني للجولان العربي السوري المحتل ووهب ما لا يملك إلى الكيان الصهيوني، ويضرب عرض الحائط مشاعر ملايين العرب والمسلمين والمسيحيين بنقله سفارة بلاده من ​تل أبيب​ إلى ​القدس​ المحتلتين، يأتي ليحرض اللبنانيين على بعضهم ويبثّ الدعاوى الفارغة ضدّ قوى المقاومة محاولة لتأليب اللبنانيين على اتفاقهم السياسي مسوقا للحصار الاقتصادي على البلد تحت ذرائع واهية".

إلى ذلك أكّد "تفاهمنا وحماية نظام مصالحنا الوطنية بعناوينه كافّة والّذي يبقى الضامن والسدّ في مواجهة التحديات، ونؤكدّ على أنّ لبنان ليس لقمة سائغة يستطيع أي كان أن يبتلعها. ونحن بالنسبة لنا فإنّ ميزان القوى الوحيد الّذي نؤمن به قول الامام السيد موسى الصدر: "لا يوجد شعب صغير ولا شعب كبير، بل يوجد شعب يريد الحياة وشعب لا يريدها".

وأعلن اللقيس "أنّنا نريد الحياة العزيزة الكريمة التّي هي في عصمة الجيش والشعب والمقاومة، وكلّ ما عدا ذلك بيع وتنازل عن الحقوق. وكلّ التهويل لن يجعلنا نتخلّى عن كوب ماء من مياهنا أو ثروتنا النفطية، كما لم ولن نتنازل عن حبة تراب من أرضنا".