أكد رئيس أساقفة ​بيروت​ للموارنة ولي الحكمة المطران ​بولس مطر​ أنه "فرح لنا يوبيل ​مدرسة الحكمة​ ​هاي سكول​ التي نفتخر بعطاءاتها. إنه تعبير عن فرح لمشروع تربوي نجح بحمد الله وشكره والشجرة تعرف من ثمارها. منذ 145 سنة ركزت الحكمة على اللغة العربية، لأن الهدف كان استقطاب أبناء المنطقة كلها، منطلقين من رسالة العيش المشترك التي تفرض علينا التعاطي مع بعضنا البعض وتقريب الناس إلى بعضها البعض ورسالة المسيحيين هي مد الجسور مع الجميع".

وفي كلمة باختتام احتفالات المدرسة اليوبيلية في مناسبة مرور 25 سنة على تأسيسها، لفت إلى أنه "كانت لنا إنطلاقة نحو الحداثة وإنطلقنا نحو ​فرنسا​ في ذاك الزمان. إنفتحنا على الثقافة الفرنسية، أعطيناها وأعطتنا. وهدفنا كان الإنفتاح على العالم بأسره. العالم الجديد اتجه إلى الغرب لا بل إلى أقصاه. ولهذا أرادت الحكمة مواكبة هذا الإنفتاح. فكما ذهب ال​لبنان​يون إلى الأميركتين وتعلموا اللغة الإنكليزية، أردنا أن نثبت حضورنا في العالم كله من خلال الإنفتاح على الثقافة الإنكليزية وحضارتها".

واستشهد المطران مطر بالفيلسوف الكبير أفلاطون الذي "لاحظ فسادا في ​أثينا​ تخلى عن ال​سياسة​ وفتح مدرسة وجامعة"، مشيراً إلى "أنكم بناة لبنان الجديد فتزرعون فيه القيم. لا دور المعلم ليس صغيرا في المجتمع، دوره مهم جدا في بناء أجيال لبنان ​الجديدة​. كونوا ثابتين ونحن معكم. ومن أهل ​السياسة​ الذين يحتفلون معنا بيوبيل مدرسة الحكمة هاي سكول العمل بجهد وجدية لحماية التعليم الخاص الذي هو علامة تطور بالوطن. الدول الراقية تحرص على حماية التعليم العام والخاص ودعمه".

وأوضح المطران مطر "أنني قلت للسفير الفرنسي في لبنان نريد نظاما تعليميا في لبنان مثل ما هو في فرنسا، أي أن الدولة تدفع رواتب المعلمين في ​المدارس الخاصة​ والرسمية، فقال لي ليكون هذا أنتم في حاجة إلى دولة تحترم نفسها وتحارب ​الفساد​ فيها وهدر الأموال"، مشدداً على أنه "حرام ألا يتعلم أولادنا لأن ثمة من ينهب أموال لبنان. نرفع صلاتنا ليضع الرب فينا نية صافية لخدمة الوطن الذي هو في حاجة إلى تعاون كل أبنائه ليشفى ويزدهر".