اشار عضو تكتل "​الجمهورية القوية​" النائب ​سيزار المعلوف​ إلى أن "الفكرة مبنية على إنشاء مدينة صناعية يعمل عليها ​الصين​يون في ​منطقة البقاع​، توفّر فرص عمل لأبناء المنطقة وتُنعشها"، مُضيفاً أن الصينيين سيستأجرون منه مساحة 60 ألف متر مربّع، "على أن يؤمنوا هم المساحة الباقية. فالمشروع سيبدأ بمشاركة نحو 400 شركة، وفي الإمكان أن يصِل إلى 1200"، وهم تعهدوا بالتنفيذ خلال "7 أو 8 أشهر". لافتا الى ان المشروع "لم ينضج بعد".

وفيما أكدت مصادر ​السفارة الصينية​ في بيروت لـ"الأخبار" وجود نية لدى بعض ​رجال الأعمال​ الصينيين للاستثمار في لبنان، أشارت إلى أن "المشروع لا علاقة للحكومة الصينية به، بل يبادر إليه بعض المتعهدين والمستثمرين وشركات كبيرة". أما في الجانب اللبناني، فقد بدأ المعلوف بعرض هذا المشروع على الجهات المعنية، واختار أن تكون وجهته الأولى ​عين التينة​. وفي المعلومات، أن رئيس ​المجلس النيابي​ نبيه برّي أبدى حماسة كبيرة لهذا الأمر، ومن الممكن أن يلتقي المعلوف مرة ثانية برفقة الوفد الصيني لوضعه بكافة التفاصيل. وكان الوفد قد زار رئيس الحكومة ​سعد الحريري​، طالباً تقديم تسهيلات تتعلق بإقامات وإجازات العمل وغيرها.

ولفتت الى انه فيما كان وفد صيني يستطلِع منذ أسبوعين عدداً من مرافِق ​طرابلس​، مُبدياً اهتمامه بمشاريع تتعلّق ب​البنى التحتية​ و​السكك الحديدية​، قدِم وفد اقتصادي صيني آخر إلى لبنان في الفترة نفسها. ووفقَ مُطلعين على هذه الزيارة، فإنها "هدفت إلى البدء بخطوات عملية لتأسيس فروع لشركات صينية، من أجل تلبية احتياجات الأسواق اللبنانية والسورية والعراقية والأردنية"، على أن "يكون البقاع اللبناني مكاناً مركزياً لتلك الشركات التي باشرت بمُعاملات استئجار أحد المجمّعات التجارية القريبة من ​طريق الشام​ لمدة 15 عاماً، على أن يجري توسيعه لاستيعاب نحو 400 شركة صينية".

في هذا الإطار، عقد الوفد الصيني اجتماعات مكثفة مع النائب البقاعي سيزار المعلوف، الذي يملك مجمّعاً ضخماً في منطقة مكسه البقاعية. وقد اتُّفق مبدئياً على استئجار الصينيين نحو 200 شاليه للسكن في المجمّع. ويأتي اختيار منطقة البقاع الأوسط بسبب "قربها من الحدود مع ​سوريا​، حيث يبعُد المجمَّع التجاري نحو 35 كلم فقط عن دمشق".

أمس غادرَ الوفد الصيني لبنان، على أن يعود إليه قريباً، كما قالت مصادر في الوفد. وقد وصفت المشروع بأنه "سيكون نسخة مكررة عن المركز التجاري الصيني في دبي – Dragon Mart"، لافتة إلى أن "المتعهدين بدأوا التسويق لهذا المشروع في الصين لاستقطاب الشركات التي تريد المشاركة". وهذا المشروع سيقسّم على عدة مراحل، يُنتقَل من واحدة إلى أخرى بحسب الوضع الأمني في المنطقة والاستقرار السياسي فيها. المرحلة الأولى تبدأ في لبنان عبر اتخاذ قرار بالاستثمار التجاري والاقتصادي في منطقة البقاع من قبل 450 إلى 400 شركة، على أن يزداد عدد هذه الشركات في المرحلة الثانية، إذ تحدث الوفد الصيني عن عدد شركات يفوق الـ 1000، وتحدث عن "مصانع ضخمة وإنتاج ضخم يستنهض ​الاقتصاد اللبناني​ ويستهدف السوق السورية والأردنية والعراقية".