رأى ​السيد جعفر فضل الله​ في خطبة الجمعة انه "على النظام العربي الرسمي أن يعيد النظر في منطق الاستجابة لمطالب ​الإدارة الأميركية​، لأنّ ذلك في الحقيقة يمثل تسليماً لل​سياسة​ الإسرائيلية في المنطقة؛ وتعايشاً مع واقع الاحتلال والتخلي عن الحقوق. هذا كلّه يفترض أن تكون ​القمة العربية​ المقبلة وقفة مراجعة ذاتية حقيقية بعد كل هذه الانزلاقات من ​أوسلو​ وإلى الآن، وإلى صياغة بديل سياسي يعيد الاحترام والاعتبار للنظام السياسي العربي على قاعدة التمسك بالمبادئ والحقوق".

وأضاف "نحن نرى أن لا خيار للنظام العربي الرسمي سوى الارتقاء إلى مستوى شعوبه، والعمل على تطوير البنى العربية الاجتماعية والسياسية لتحتضن كلّ أبنائها، والكف عن سياسة تضخيم المخاوف من التنوع التي تزيد من حدّة الحواجز النفسية في مجتمعاتنا، لحساب احتضان جميع المكونات المذهبية والعرقية والسياسية والثقافية، في إطار دولة الإنسان.. دولة المواطنة، التي تحفظ الوحدة الوطنية التي لا زالت المشاريع الخارجية تستهدفها". وأضاف " على شعوب المنطقة العودة إلى الهويات الجامعة؛ فالمذاهب ​الإسلام​ية لا بدّ من أن ترجع إلى عنوانها الإسلامي الجامع، وأن تتحرّك ​المؤسسات الدينية​ والحركات الإسلامية العاقلة في سبيل إعادة برمجة العقل الإسلامي لكي يتحرك في ​الفضاء​ الرحب للإسلام، بدلًا من التعبّد بصنميّات العصبيّات المذهبية البغيضة".

وعن ​لبنان​، قال: "لا مجال لنا إلا العمل، والذي يقوم على مبدأ الوفاء بالعهود التي قطعها السياسيون في ​محاربة الفساد​ والحدّ من الهدر ووضع المشاريع التنموية على خطّ التطبيق، وتقويم الأمور على أساس المصلحة الوطنية، وعدم التصرّف على قاعدة المناكفات وتسجيل النقاط، والاستقواء بالخارج على الدّاخل، بما يؤدي إلى رهن البلد لمشاريع نعرف أنّها لا تصبُّ إلا في مصلحة العدوّ الصهيوني".

وأضاف "إنّ اللبنانيّين معنيوّن أن يكونوا هم ولو لمرّة، فيحدّدوا للمرّة الأخيرة ما الذي يبني هذا الوطن، وما الذي ينهض باقتصاده، ويحقق أمنه، ويصون وحدته، وعندئذٍ لن ينقصه إلا إرادة الأقوياء التي تحرّك الأدوات الكثيرة التي نمتلكها في سبيل تحقيق الأهداف التي لن تصبَّ إلا في خدمة الوطن كلّه، بكلّ أبنائه".