أبلغ رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ نائبة الامين العام للامم المتحدة امينة محمد خلال استقباله لها قبل ظهر اليوم في ​قصر بعبدا​، ان لبنان يتطلع الى التنسيق الكامل مع ​الامم المتحدة​ لمواجهة التحديات الراهنة ولاسيما مسألة عودة ​النازحين السوريين​ من لبنان الى بلادهم، وكذلك في مجال دعم الخطة الاقتصادية والاصلاحات التي سوف يعتمدها في اطار عملية النهوض الاقتصادي التي تركّز على تفعيل قطاعات الانتاج.

واشار الرئيس عون الى وجود مشاريع عدة يتم درسها حاليا للانطلاق في تنفيذها بعد اقرار ​الموازنة​، منوها بما تقدمه الامم المتحدة من تعاون في هذا المجال، لافتا الى ان ملف النازحين السوريين يلقي بثقله على الواقعين الاقتصادي والاجتماعي في لبنان، في وقت لا يبدي فيه ​المجتمع الدولي​ حماسة لتسهيل عودة النازحين الذين قدم لهم لبنان الاهتمام والرعاية يوم كانت الحرب مستقرة في ​سوريا​، لكن الوضع الامني اختلف اليوم، ولا بد من عودة النازحين الى ديارهم.

بدورها اكدت السيدة امينة محمد على دعم الامم المتحدة لكل الخطوات التي يتخذها لبنان من اجل تعزيز الاستقرار فيه وتحقيق الاصلاحات التي يراها مناسبة. واشارت الى ان الامم المتحدة تتطلع الى العمل مع لبنان لتأمين عودة النازحين السوريين الى بلادهم كما تدعم الاقتراح الذي قدمه الرئيس عون الى ​القمة العربية​ التنموية الاقتصادية والاجتماعية التي انعقدت في ​بيروت​ لانشاء مصرف لاعادة الاعمار والتنمية في ​الدول العربية​ لاسيما تلك التي شهدت احداث عسكرية في السنوات الاخيرة، لافتة الى ان هذا الملف يمكن ان يوضع في عهدة منظمة "الاسكوا".

وقد رافق السيدة امينة محمد، وفد ضم الامينة التنفيذية لمنظمة "الاسكوا" الدكتورة رلى دشتي والمنسق الخاص للامين العام للامم المتحدة في لبنان السيد يان كيوبيش، والامين العام المساعد للشؤون السياسية السيد ميرو سلاف جينكا والمنسق العام لبرنامج الـــ UNDP السيد فيليبو لازاريني وعدد من المعاونين. وحضر الاجتماع عن الجانب اللبناني وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي والمدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير وعدد من المستشارين.

وكان سبق الاجتماع الموسع، لقاء بين الرئيس عون والمنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان السيد يان كوبيش الذي أطلع رئيس الجمهورية على المحادثات التي أجراها في نيويورك والمشاورات التي رافقت صدور تقرير الأمين العام للأمم المتحدة المتعلق بتنفيذ القرار 1701 الذي عرض أمام مجلس الأمن قبل أسبوعين.

والتقى الرئيس عون وزيرة الطاقة والمياه السيدة ندى البستاني وعرض معها الخطة التي وضعتها لتحسين قطاع الكهرباء في ضوء المداولات التي تمت في اللجنة الوزارية الفرعية التي تشكلت لهذه الغاية وعقدت سلسلة اجتماعات برئاسة رئيس الحكومة. كما استقبل المجلس الإداري الجديد لجمعية متخرجي الجامعة الأميركية برئاسة المهندس هشام جارودي الذي أطلع رئيس الجمهورية على تشكيل المجلس الإداري الجديد للجمعية والذي فاز الأعضاء فيه بالتزكية، عارضاً لبرنامج العمل الذي سيعتمد لمساعدة الخريجين وتقديم المساعدات للطلاب والقيام بنشاطات تعود بالفائدة على دعم المجلس لاسيما وأن عمر الجمعية تجاوز المئة سنة.

ورحب الرئيس عون بالوفد متمنياً لأعضائه التوفيق في مسؤولياتهم الجديدة معتبراً أن كل عمل جماعي يهدف إلى مساعدة الآخرين هو عمل إنساني ينمي العلاقات ويعزز الروابط الأساسية بين الخريجين وعائلاتهم. ووصف الرئيس عون مهمة جمعية متخرجي الجامعة الأميركية بأنها مهمة نبيلة لاسيما لجهة مساعدة الخريجين في الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد. وأكد الرئيس عون العمل على إيجاد الحلول المناسبة للمشاكل التي تواجه لبنان حالياً، لافتاً إلى اهمية الاصلاحات التي ستتحقق وإلى استمرار عملية مكافحة الفساد، داعياً اللبنانيين إلى المساعدة في انجاحها.

وفي قصر بعبدا، الممثلة الفرنسية ايمانويل بييار Emmanuelle Beart ابنة المؤلف والمغني الفرنسي الراحل غي بييار Guy Beart وزوجها فريدريك شودير Frederic Chauder ، والسفير الدكتور خليل كرم، الذين اطلعوا الرئيس عون على الفيلم الوثائقي الذي تعده عن والدها الراحل، الذي كان من الشخصيات الفرنسية التي دعمت الرئيس عون خلال ترؤسه الحكومة في العام 1988، وهو زار قصر بعبدا خلال الحصار الذي تعرض له القصر في ايار 1989 حيث انشد اغنيته الشهيرة " لبنان الحر" "Liban Libre" وكان في حينه برفقة السفير دانيال روندو والكاتب جان دورميسون والنائب جان فرنسوا دونيو وزوجته السيدة فريديريك والنائب كلود مورياك.

وقد نوه الرئيس عون بمبادرة السيدة بييار في إعداد فيلم وثائقي عن حياة والدها الذي كان كثير التعلق بلبنان حيث عاش فيه حتى عمر السابعة عشرة، وزاره مراراً لدعم مسيرة الحرية والسيادة والاستقلال التي كان اطلقها الرئيس عون في العام 1989. وأعرب رئيس الجمهورية عن عميق امتنانه مستذكراَ مواقف غي بييار ودوره الفني والثقافي في تلك الفترة. يُذكر أن السيدة ايمانويل بييار هي سفيرة الارادة الطيبة لدى منظمة " اليونيسيف".