لفت رئيس أساقفة بيروت ورئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران بولس مطر خلال عقد ​المركز الكاثوليكي للإعلام​، مؤتمراً صحافياً، بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، إطلق خلاله فيلم "على خطى المسيح"، إنتاج المؤسّسة المارونيّة للإنتشار بالتعاون مع جمعيّة "على خطى المسيح في جنوب ​لبنان

مطر إلى أنه "يشرفنا ويسعدنا هذا الصباح أن نرحب في هذا المركز الكاثوليكي للإعلام بأخوينا ​المطران ايلي حداد​ والمطران مارون العمّار وهما في بيتهما ويرحبان معنا بكم جميعاً، وأيضاً بالسيد سركيس والمخرج عرقتنجي يصفتين كريمتين وإنطلاقاً من هذه الصفتين سننتعرف على جمعية مباركة هي "جمعية على خطى المسيح" التي تسعى بحثاً مع أهل التاريخ والإختصاص والأركيولوجيا عن الطرق التي مر بها ​السيد المسيح​ في ​جنوب لبنان​ والأماكن التي باركها من ​جبل الشيخ​ إلى صور وصيدا. وهذا عمل مشكور وعمل مقدّس ايضاً، قداسة البابا يوحنا بولس الثاني قال أن "لبنان هو أرض قداسة وقديسين" أولاً لأن الرب زاره شخصياً وباركه في ذلك الزمان المبارك"، مشيراً إلى أن "هذه الجمعية التي سنتعرف عليها نحن وإياكم مع الأشخاص المسؤولين مباشرة عنها قد أوصت بأن يقام الفيلم اسمه "على خطى المسيح" أيضاً وهذا الفيلم صار ناجزاً وسوف يعرض للمشاهدين في اسبوع الآلام إن شاء الله".

من جهته، أشار ، مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري ​عبده أبو كسم​ إلى أن "الفيلم هو علامة رجاء مسيحي لكل إنسان في هذا الشرق، وهو يعود كما يمثله الأطفال لوضع الفكر بأننا نحن أبناء هذا الشرق في قلوب أولادنا، والقيمة الكبيرة هو تعليم الطفل في المدارس عن هذا الإرث الكبير وهو سيدنا يسوع المسيح والرسل الذين عاشوا في هذه المنطقة"، لافتاً إلى أنه "من خلال هذا الفيلم نعود إلى 2000 سنة وأكثر، نشعر بمحبة الله الكبيرة، تجسد على هذه الأرض، وهذه علامة حب وسلام، ويخطىء من يظن أن هناك خوف على لبنان وعلى المسيحيين، لأن الله بارك هذه الأرض، هي أرض الله والقديسين وهي أرض وقف للرب في هذه المنطقة".

أضاف: "كما قال سيدنا مارون نحن حبة حنطة تموت في الأرض ولكن تعطي ثماراً كثيرة، كنيستنا كنيسة الشهداء، تعيش على دم الشهداء وبالتالي نحنا نعيش هذه الرسالة في هذا الشرق رسالة المحبة والسلام وندفع ثمنها من دمنا وشهادة أولادنا"، مشيراً إلى "أنني اريد التأكيد أن هذا الفيلم يؤكد لنا أننا لسنا اقلية في هذا الشرق، المسيحية انطلقت من هنا، المسيح مشى على أرضنا، على أرض صور وصيدا وقانا والعذراء نذرته في ​مغدوشة​، وهذه الأرض ارض مقدسة ونحن لن نتخلى عنها".

بدوره، أفاد رئيس أساقفة صيدا و​دير القمر​ وتوابعهما للروم الملكيين الكاثوليك المطران ​ايلي بشارة حداد​ بأنه "على خطى المسيح في جنوب لبنان" مؤسسة وضعها أناس مؤمنون بأن أرض الجنوب في لبنان قد داستها أقدام السيد المسيح والعذراء مريم وبعض الرسل كبطرس وبولس، لذا كان الدافع بإطلاق هذه المؤسسة للتأكيد بأن الأراضي المقدسة تمتد أيضاً إلى الجنوب في لبنان، وقد اعتمدت على الأبحاث العلمية التاريخية والكتابية والأركيولوجية والجغرافية وسواها، لبلوغ حقيقة الأمر بأن أرض جنوب لبنان هي أرض مقدسة"، مشيراً إلى أنه "بدأت المؤسسة عملها منذ بضعة أعوام جامعة بادىء ذي بدء أساقفة الجنوب على مختلف كنائسهم. فوضعتهم بأجواء تحرّكها كي تكون خطواتهم مباركة من المسؤولين الكنسيين. ثم انضم إليهم باقة من الأخصائيين في العلوم المذكورة أعلاه، البعض كأعضاء ثابتين في المؤسسة والبعض الآخر كمساعد".

أضاف: "إنطلقت ورشة العمل من مطرانيتي صيدا للكاثوليك و​الموارنة​، وبحضور جميع أساقفة الجنوب، حيث اتخذت المؤسسة مركزاً ثابتاً لها في مطرانية ​الروم الكاثوليك​. فعملت على جمع المعلومات على كافة الاصعدة وأصبحت مزدانة بأرشيف هام حول المواقع الدينية الأكيدة بأن السيد المسيح والعذراء والرسل قد زاروها".

من جهته، لفت راعي أبرشية صيدا المارونيّة المطران مارون العمّار إلى أنه "كَرَّرَ الكتابُ المقدسُ اسمَ لبنانَ مرارًا، ووصفَهُ بالجبلِ الجميل (تثنية 3/25)، وأُعجِبَ بغابَاتِه الكثيفةِ النَّضِرَة، التي تفُحُّ منها الروائحُ الذكية (هوشع 14 : 6-7)، وتلعبُ بها الحيواناتُ الطبيعيةُ وتسقيها الأنهرُ المتعددة"، مشيراً إلى أنه "لما تجسّدَ يسوعُ بيننا، لم يُرِدْ إلاَّ أن يزورَ لبنانَ، ويكتشِفَ بذاتِهِ هذا الجمالَ المميزَ الذي خلقَهُ الربُّ ووضعَهُ في هذه البُقعةِ الصغيرةِ مِنَ الشرقِ الأوسط".