لم تنجح مساعي تيار "المستقبل" الهادفة الى تأمين التزكية للمرشّحة ​ديما جمالي​ بسحب أكثر من مرشحين فقط الى ​الإنتخابات النيابية​ الفرعية التي ستشهدها ​طرابلس​. وحتى لو أن التيار الأزرق يحسم النتيجة مسبقاً لمصلحة جمالي نظراً الى غياب المنافسة الحقيقية بينها وبين النائب السابق ​مصباح الأحدب​ ومرشح ​المجتمع المدني​ يحيى مولود، إضافة الى آخرين أرادوا خوض التجربة الإنتخابية وأبرزهم الصحافي ​عمر السيد​، وبسبب التحالف السياسي العريض الذي نجح رئيس ​الحكومة​ ​سعد الحريري​ بعقده مع رئيس الحكومة السابق ​نجيب ميقاتي​ والوزير السابق ​محمد الصفدي​ واللواء ​أشرف ريفي​، أصبح معلوماً أن ماكينة المستقبل تخوض معركة الفوز مع إثبات الوجود السيّاسي أيّ بنسبة أصوات عالية لأنّ الفوز الخجول يعني خسارة، حتى لو عادت جمالي الى مكتبها في ​ساحة النجمة​ صباح الإثنين، وفي هذا الإطار جاءت زيارة الحريري التجييشية الى عاصمة الشمال وقبلها زيارة الرئيس السابق للحكومة ​فؤاد السنيورة​. فوز إثبات الوجود هذا يتطلب نسبة مشاركة عالية في عملية الإقتراع وهذا ما هو مستبعد في عاصمة الشمال، وفي هذا السياق تكشف دراسة أجرتها شركة إحصائيّة محترفة قبل زيارة الحريري الطرابلسيّة بأيام قليلة، أنّ نسبة الإقتراع المتوقعة تتراوح بين ٨ و ١٠ ٪‏ ما يعني مشاركة تتراوح بين ٢٠ و٢٥ ألف ناخب فقط من أصل ٢٤٠ ألف ناخب مسجّلين على لوائح المدينة المؤلفة من ١٠ أحياء. الدراسة تعود بالأرقام الى نسبة الإقتراع في إنتخابات عام ٢٠١٨ التي وصلت الى ٣٩ ٪‏ في طرابلس، وتقول في خلاصتها إن ​تيار المستقبل​، وكي يعتبر نفسه سجّل انتصاراً إنتخابياً على أساس أن الإنتصار في ​السياسة​ غير وارد لأن خصميه التقليديين ك​الحزب العربي الديمقراطي​ والنائب ​فيصل كرامي​، ليسا في المعركة، يجب أن يرفع نسبة المشاركة الى عتبة الـ٢٠ ٪‏ أي بمعنى آخر يجب أن يصل عدد المقترعين الى خمسين ألف، وهذا أمر لن يكون سهلاً في معركة فرعيّة، الشارع غير متحمّس لها. من بين المقترعين لن يتمكن الأحدب ومولود من حصد أكثر من ٥٠٠٠ صوت تقول الدراسة، لذلك تكون النتيجة غير مقبولة بالنسبة للتيار الأزرق إذا صدقت نسبة الـ٨٪‏ لناحية المشاركة، عندها تكون النتيجة حوالى ١٥٠٠٠ صوت لجمالي مقابل ٢٥٠٠ صوت للأحدب و٢٥٠٠ لمولود، وفي حال تمكّن المرشحون الآخرون مجتمعين من جمع حوالى ٢٠٠٠ صوت سينخفض بالتأكيد الرقم الذي ستحصل عليه جمالي لا رقم الأحدب ولا رقم مولود.

كل هذه الأرقام، كانت قبل زيارة الحريري الى طرابلس، فهل تفعل الزيارة فعلها لصالح التيار الأزرق؟ أم أن صناديق الإقتراع ستثبت بما لا يقبل الشك القرف الشعبي الطرابلسي من طبقة سياسيّة سئم وعودها الخدماتيّة والتوظيفيّة والإنمائيّة التي بقيت حبراً على ورق طيلة السنوات الماضية؟ وهل ستفرض البرودة الإنتخابيّة دفع الملايين من الدولارات لرفع نسبة الإقتراع؟ الجواب على ذلك في الساعات الثلاث الأخيرة التي ستسبق إقفال صناديق الإقتراع مساء الأحد.