أكدت رئيسة ​الجامعة الاسلامية​ في ​لبنان​ ​دينا المولى​ خلال تقليدها وسام السعفة الأكاديمية من رتبة فارس من قبل مستشارة السفارة الفرنسية للتعاون والعمل الثقافي فيرونيك اولانيون "انني تأثرت كثيراً بهذا الشرف الذي منحتني إّيّاه السفارة الفرنسية بتقليدي وسام السعفة الأكاديمية، ولأتوجه بالشكر العميق لمعالي وزير التربية الوطنية في ​فرنسا​، وأعرب له عن جزيل شكري وامتناني، وأخص بالذكر السيدة اولانيون الذي كان لها بالغ الأثر في إنجاح هذا العمل. واشكر السفير الفرنسي الذي منذ تاريخ استلامه لمهامه في لبنان، وكذلك تاريخ من سبقه من السفراء، كنتم دائماً السند، حيث أنّهم لم يبخلوا علينا بشيء، ووضعوا كل إمكاناتهم لخدمة التعليم الجامعي في لبنان. وأودّ أن أتقاسم هذا التكريم الذي خصصت به مع كل من ساندني ووقف إلى جانبي، وبالأخص لمن آمنوا بالهدف الذي عملت لأجله، وكان لهم الأثر الكبير لما وصلت إليه اليوم. أُرحّب بالجميع وأشكر الجميع لصداقتهم، ولا يمكنني أن أنسى أندريه واكيم نظراً لما بذلته من جهود أيضاً، ولإسهاماتها في إنجاح هذا العمل".

ولفتت المولى الى أنه "شرف لي ولعائلتي وللجامعة الإسلامية في لبنان التي لي شرف رئاستها، والتي دفعتني للتعمّق في نظرتي إلى القيم الإنسانية، وساهمت في ترسيخ القيم النبيلة المتمثلة بمساعدة الطبقات الكادحة على التعلّم، وفتح المجال لتعليم الجميع، لأن الإنسان يأتي في سُلم الموارد لهذه الرسالة الإنسانية، فهذا الشرف الممنوح لنا هو نتيجة تراكم الجهود المبذولة منذ عشرين عاماً في سبيل خدمة ​الجامعات​ الفرنكفونية والجامعة الوطنية، والتي أُقرّ لها بالجميل أيضاً نظراً لما اكتسبته خلال مسيرتي الطويلة بسبب عدم توقّفي عن العلم والعمل في كافة المجالات واكتساب ​الكفاءات​ المطلوبة بغية تحقيق الذات وإتمام رؤيتي لهذه الجامعة. وباسم جميع من ساندني ودعمني، وما زال في تحقيق أهدافي المتمثلة بالقيم الإنسانية التي اكتسبناها من خلال ثقافتنا الأكاديمية، ومن خلال مشوارنا المهني، وأيضاً والأهم الدور المهم والأساسي لعائلتي. دعوني أحدثكم قليلاً عن عن هذه الموروثات الثقافية، وعن تلك القيم التي رافقتني ووجهتني خلال مسيرتي العائلية والعملية، والتي قدّمت ولا زالت مجموعة قواعد أساسية رسمت خارطة تحرّكاتي ووجودي، خاصة وأنّه لدينا ماضٍ نفتخر به ونتحمل نتائجه، ومستقبل علينا بذل جهود كبيرة لتأمينه في بلد متعدد الثقافات.

وشددت على ان "علاقتي مع فرنسا مُقيّدة بمجامع القلب والفكر والعاطفة، مجتمعين في دافع واحد منذ مراحل دراستي الأولى في المدرسة، ومن خلال مروري ب​المدارس الرسمية​ والثانوية الخاصة للبنات، وصولاً إلى الجامعات الفرنسية التي زودتني برأس المال الفكري. أنا مدينة لهم بهذا المخزون الثقافي الذي أوصلني إلى أعلى المستويات في تحمّل المسؤوليات الأكاديمية والإدارية في الجامعتين الوطنية والإسلامية في لبنان من خلال هذا المزيج الثقافي، بحيث أغرقني هذا الرأس المال ومنذ مقتبل ​الشباب​ بثقافة خاصة أثّرت في طريقة تفكيري ومسيرتي الحياتية. ولهذه المؤسسات ومن خلالها، وللفرنكفونية، ولفرنسا، أهدي ثمرة العلم المعرفة واللذين هما انعكاس لهويتي، وامتداد لجذوري التي أفتخر بها والتي بُنيت على الإنفتاح وعدم العيش في حلقات مُغلقة بغية القدرة على الوصول إلى أعلى المراتب والمستويات. لذلك، أودّ أن أتوجّه بالشكر والإمتنان لأهلي على تربيتهم الصالحة، وعلى زرعهم للقيم الرشيدة المتمثلة بالنزاهة واحترام الذات والتنظيم".

وأوضحت أنه "لوالدي الذي يفتخر بجذوره البعلبكية التي شكّلت نواة شخصيتي الأولى والتي كان لها انعكاساتها الإيجابية على ​القضاء اللبناني​. أيضاً وأيضاً، القيم المتمثّلة بالتضحية واحترام الآخر والحب الذي يمرّ عبره كلّ شيء، وهو حبّ الأم الفخورة بعائلتها البيروتية والتي جعلت منها امرأة محبّة كرّست جُلّ وقتها لأولادها حتى آخر نفس، والتي نقلت لأولادها الثلاث تلك القيم وعرّفتهم معنى العائلة المترابطة، هذه الروابط العائلية التي لا يمكن فصلها بالرغم من صعوبات ​الحياة​، ورغم البعد الذي يفصلنا عن اثنين منها مقيمين في فرنسا واللذين هما الملكين الحارسين. كما أريد أن أهدي هذا الشرف لزوجي العزيز الذي قبِل هذه الخيارات الصعبة وبطيب خاطر منذ قرابة 25 عاماً، وتحمّل أيام العمل الشاقة التي لا تنتهِ، لزوجي الصبور أمام شخصيّتي المستقلة والمتمرّدة، ولأولادي المتفهّمين نهاد ونجوى اللذين دعموني ومنحوني حريّة التحرّك، أقول لهم أنتم عيوني وفخري وأهديكم كل حبي، فلعائلتي أهدي الثقة والحب والوفاء".