احتفل رئيس أساقفة بيروت المطران ​بولس مطر​ في ​كاتدرائية مار جرجس​ في بيروت ب​خميس الأسرار​ و​رتبة الغسل​، وألقى المطران مطر عظة تحدّث فيها عن خميس الأسرار ومعانيه في حياة المعمدين، مشيرا الى "أننا نشكر الله من صميم القلب على افتقاده لنا وعلى كلّ الرحمة التي منحناها كما منع العالم كلّه. لقد أظهر حبّه العظيم للناس، وأوصانا بأن نعيش نحن بدورنا هذا الحبّ بعضنا تجاه بعض، بالرحمة والتضامن، ومن علامات ​المحبة​ الإلهية الكبرى التي يجب أن نضعها في قلوبنا، هي غسل أرجل الرسل وغسلنا لأرجل بعضنا".

ولفت الى أنه "في مثل هذا اليوم، يوم وداع ربّنا للأرض التي سيبقى فيها تحت شكلي الخبز والخمر، حاضرًا مقويًّا مغزّيًا. ترك لنا أسراره العظيمة، ما شاهدناه اليوم هو سرّ محبّته واتضاعه العظيم الذي يجب أن يحرّك قلوبنا على الدوام باتجاهه وأن نشهد لمحبته في كلّ الدنيا. وبعد ذلك رسم لنا سرًّا عظيمًا، هو سرّ القربان الأقدس، سرّ حضوره الدائم معنا، كان سيغادرنا لكنه أراد أن يبقى معنا أيضًا في رحلة تستمر إلى الأبد. رحلة الكنيسة المتعاظمة يومًا بعد يوم لتصير بحدود الدنيا بأسرها، حين يرد الرب الملك إلى أبيه وتجتمع الشعوب كلّها بمحبة وصفاء وسلام إخوّةً كما أرادهم الله أن يكونوا".

وأوضح أن "الرب يسوع سلّمنا أن نكون وكلاء أسراره المقدّسة، أن نعمّد ونكلّل ونقدّس ونبارك المرضى ونقوم بخدمة الأسرار خدمة من أجل شعب الله، فرحنا ورسالتنا وشرفنا أن نقوم بهذه الخدمة. ولذلك نطلب صلاتكم حتى نقوم بها خير قيامٍ لأنّنا وسطاء بنعمة الله بينه وبين شعبه، هو الذي يمنح عبر أيدينا المتواضعة وكلماتنا، نعمته وقداسته لكلّ المؤمنين. كما سلّمنا رعاية شعب الله، ونصحه النصح الأخوي باسم الروح ​القدس​ ونوحّد صفوفه على المحبة والخير ونساعد على أن نعيش كلّنا عيشة ​المسيح​ وأن تكون رسالتنا واضحة في العالم بأسره. الكنيسة هي درّة الدنيا، هي نعمة ​الحياة​ للإنسانية كلّها، هي حضور المسيح في الكون وحضور محبّته ونعمته في العالم حفظًا لحقوق الناس وحقوق الضعفاء والمظلومين وحقوق ​المرأة​ والطفل، وحقوق المهمّشين، نصرخ صرحة الأنبياء أمام الحكّام والمسؤولين، أن اهتموا بناسكم وشعبكم. وليعطي الرب كنيستنا وكهنتا أن نكون كلُّنا رعاة بحسب قلب المسيح، هذه صلاتي وصلاة الكهنة الأحباء، من أجلكم وطلبٌ لكم أن تصلوا من أجلنا لأنّنا وإيّاكم جسد المسيح الواحد".