حصلت "الأخبار" على برقيتين يتضمنان محضرا لقائين بين مساعد وزير الخزانة الأميركي لشؤون ​تمويل الإرهاب​ والجرائم المالية ​مارشال بيلنغسلي​، وكل من نائب رئيس الحكومة، الوزير القواتي ​غسان حاصباني​، ووزير الاقتصاد (عضو تكتل لبنان القوي) ​منصور بطيش​. في المحضرين، الإملاءات الاميركية تبدأ من رسم خط أحمر لحماية حاكم ​مصرف لبنان​ ​رياض سلامة​ ونائبه المنتهية ولايته محمد بعاصيري، ولا تنتهي عند انتقاد رواتب ​القطاع العام​ ونظام التقاعد اللبنانيين. وبين الرسائل التي بعث بها المسؤول الاميركي، ما يشبه التهديد لوزير الخارجية ​جبران باسيل​، لجهة ضرورة ابتعاده عن ​حزب الله​ وتحميله مسؤولية عدم التجديد لنواب سلامة، فضلاً عن اتهام ​الرئيس ميشال عون​ و"الطائفة المارونية" بالمسؤولية عن "تضخّم دور حزب الله".

وفي التفاصيل انه بتاريخ 10/4/2019 الساعة 1 بعد الظهر، اجتمع نائب رئيس مجلس الوزراء غسان حاصباني بمساعد وزير الخزانة الأميركي لشؤون تمويل الإرهاب والجرائم المالية مارشال بيلنغسلي في وزارة الخزانة الأميركية. وحضر عن الجانب الأميركي مستشار بيلنغسلي السياسي أندرو غالاتشي. كما شارك في الاجتماع الزميل المستشار وائل هاشم. وتم تناول المواضيع التالية: الوضع المالي والاقتصادي العام وتعزيز المؤسسات ودور حزب الله.

واعتبر السيد بيلنغسلي يومها أن الولايات المتحدة ذهبت بالاتجاه الصحيح في التعاطي مع حزب الله الذي يمثل سرطاناً داخل البنية السياسية اللبنانية والمجتمع اللبناني. ومن المؤسف أن يكون الحزب قادراً على الدخول إلى النظام المالي اللبناني واستعمال الأموال من خلال حسابات مصرفية. وأضاف انه "من المؤسف أن تشكيل الحكومة اللبنانية تطلّب تسعة أشهر مما أدى إلى خسارة المزيد من الناتج المجلي الإجمالي GDP. وقال: "ان الولايات المتحدة تُحمّل الطائفة المارونية والسياسيين الموارنة المسؤولية عن تضخم حجم حزب الله ودوره، وأسف لدور فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ومعالي وزير الخارجية جبران باسيل والمغتربين في هذا المجال. كما أعلم السيد بيلنغسلي بأن لا نية لفرض عقوبات على رئيس مجلس النواب نبيه بري، خلافاً لما تداولته بعض الصحف في الأيام الماضية.

من جهة أخرى، اعتبر السيد بيلنغسلي أن الحفاظ على المؤسسات وتعزيز دورها مهم للغاية وأن تأخير تعيين نواب حاكم مصرف لبنان غير مقبول وهو بمثابة تلاعب ولا يصبّ أبدا في سياق الحفاظ على المؤسسات وتعزيزها. وأكد على الثقة بحاكم مصرف لبنان رياض سلامه وبنائبه (محمد بعاصيري) وهما يتمتعان بثقته.

قطاعا الكهرباء والاتصالات

قال دولة الرئيس حاصباني إن هناك حاجة للعمل على تطوير القطاعات الخدماتية الأساسية ولا سيما الكهرباء والاتصالات. وأوضح أن مجلس الوزراء تبنى بالإجماع خطة الكهرباء وهي سائرة للتطبيق وستعيد عامل الثقة بالحكومة والبلد. ولا بد من العمل على تعيين مجلس إدارة مؤسسة كهرباء لبنان لحسن إدارة القطاع.

أما القطاع الثاني المهم والذي يجب النظر إليه فهو قطاع الاتصالات، فلبنان هو واحد من 3 دول في العالم لم تخصخص قطاع الاتصالات، ولا بد من العمل على خصخصته لتطويره، وسيعود بعائدات كبيرة على الخزينة العامة يمكن أن تسدد جزءاً من الدين العام وتخفف من خدمة ما سيتبقّى من دين. فسيتم ضخ 6 مليارات دولار يمكن استعمال نصفها لإيفاء جزء من الدين العام وتخفيض خدمته. وقد أبدت شركات Vodafone وOrange الاهتمام وكذلك Saudi Telecom وقد تكون Telefonica مهتمة.

سأل السيد بيلنغسلي عن اهتمام Huawei وEricsson.

أجاب دولة الرئيس حاصباني أن Huawei لا تعمل في تشغيل الشبكات وأن البنية التحتية اللبنانية لا تتلاءم مع تجهيزات Erisccon.

كما أشار السيد بيلنغسلي إلى أن السيد كارلوس سليم لديه شركات اتصالات كبرى، ولعله يكون مهتماً...

الرقابة والتدقيق على عقود البنك الدولي

قال السيد بيلنغسلي بأن بناء الثقة عامل مهم للغاية لحث الدول التي التزمت في مؤتمر CEDRE على تقديم الأموال لتمويل المشاريع، وكذلك لحث البنك الدولي والدول المانحة من خلاله على الالتزام بتعهداتها.

وتابع بيلنغسلي بأنه للأسف هناك شكوك بأن بعض عقود تنفيذ مشاريع البنك الدولي في لبنان يشوبها الفساد ولا بد من تطبيق التدقيق الكامل full audit من قبل البنك الدولي على العقود. فهناك في لبنان تقنية لتيئيس البنك الدولي عند التعاقد لجعله يضع الأموال في العقود غير المناسبة وبأسعار تقارب ثلاثة أضعاف الكلفة الحقيقية.

أضاف السيد بيلنغسلي بأن الولايات المتحدة حثت وزير خارجية إحدى الدول الصديقة على تمويل مشروع في منطقة لبنانية ذات غالبية سكان من الطائفة الشيعية، إلا أن وزير الخارجية هذا قال إن ذلك غير ممكن لأن كل الأموال ستصب لدى حزب الله.

من جهة أخرى، وفي تاريخ 10 نيسان 2019 الساعة الواحدة بعد الظهر، اجتمع وزير الاقتصاد والتجارة منصور بطيش بمساعد وزير الخزانة الأميركي لشؤون تمويل الإرهاب والجرائم المالية مارشال بيلنغسلي في وزارة الخزانة الأميركية. وحضر عن الجانب الأميركي مستشار بيلنغسلي السياسي أندرو غالاتشي. كما شاركتُ في الاجتماع والزميل المستشار وائل هاشم. وتم تناول المواضيع التالية. تحدث الوزير بطيش بداية عن الوضع الاقتصادي والمالي العام في لبنان منطلقاً من إقرار خطة الكهرباء التي كانت جاهزة منذ عدة سنوات مع بعض التعديلات. كما تحدث عن خطة ماكينزي وعن أرقام المؤشرات الاقتصادية الحالية في لبنان والتراجع الحاد في ظل ما يقارب العشر سنوات من تواجد النازحين السوريين في لبنان.

واعتبر السيد بيلنغسلي بأن التركيز على جباية الضرائب هو أمر أساسي في لبنان اليوم، وانه من المهم التركيز على الخبرات التي تحتاجها الإدارة اللبنانية في هذا المجال. ورأى السيد بيلنغسلي أنه قد يكون من المناسب التركيز على منع استيراد الحديد الإيراني الذي يسوق بأسعار أقل من سعر السوق ويدخل بطريقة مناقضة للعقوبات الأميركية المفروضة على إيران. وأضاف "نأمل أن يتفهم وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل بأننا نتابع تصريحاته المتعلقة بحزب الله عن قرب. وتمنى أن يُبعد الوزير باسيل نفسه عن السيد حسن نصرالله وجماعته".