لفت رئيس ​المركز الكاثوليكي للإعلام​ الأب ​عبدو أبو كسم​، إلى أنّ "مبادرة إحياء المئوية الثانية للمعلم ​بطرس البستاني​ في الأول من أيار المقبل، أتت في وقت نحن بأمسّ الحاجة فيه للعودة إلى تاريخنا وأدبائنا والّذين ساهموا بنهضة ​لبنان​ والبلاد العربية، أمثال المعلم البستاني، وهي مبادرة طيّبة".

وركّز في حديث إذاعي، على "أنّنا نعيش في لبنان نوعًا ما أزمة تضرب البلد ، ونريد متنفّسًا، فنعود إلى تاريخنا ونأخذ العبر من كبارنا"، داعيًا إلى "الاستثمار من فكر رواد الثقافة العربية واللبنانية وطريقة عملهم، لنتمكّن من إراحة البلد قليلًا". ورأى أنّ "كلّ المواطنين يعانون من ضغط معيّن وتفكير بالاقتصاد و​الضرائب​، ورئيس الجمهورية ​ميشال عون​ يقوم بمشروع متقدّم ل​مكافحة الفساد​، ونوجّه له التحية على المبادرات الإنقاذية الّتي يقوم به".

وأوضح أبو كسم أنّ "في خضمّ العاصفة الّتي تمر بها البلاد، نقوم بإحياء بعضًا من فكرنا التراثي"، منوّهًا إلى أنّ "دائمًا هناك محطّات تدفعنا للخروج من أزماتنا، ونكرّم أشخاصًا لهم حقّ علينا، أمثال بطرس البستاني". وشدّد على "أنّنا بحاجة إلى إصلاح في لبنان، إصلاح فكري وبطريقة تصرّفاتنا. وللأسف، كثر منّا يفكرون أنّ لبنان للاستثمار، وأنّ المسؤولية هي للاستثمار، من دون النظر إلى ماذا سنعطي بحكم مسؤوليّاتنا".

وأكّد "أنّنا نريد أن تكون هذه المحطة التكريمية، محطة من أجل التأمّل في تحمّل مسؤولياّتنا"، مشيرًا إلى أنّ "بطرس البستاني وضع جهده في الثقافة والتربية، وكان يعمل مع الإرساليات لفتح ​المدارس​ و​الجامعات​ وتعليم ​الشعب اللبناني​. كان له بالأساس إسهام مع الإرساليات في نشر الثقافة في الوطن، وهذا ما نحن بحاجة إليه. وبالتالي، يجب أن يعرف كلّ بحسب موقعه، كيف يمكن أن يساهم بتطوير البلد".

كما ذكر أنّ "المناهج التربوية في لبنان، إلى حدّ ما مسيّسة، وإلى الآن لم نتمكّن من كتابة تاريخ موحّد للبنان"، كاشفًا أنّ "في اجتماعاتنا من أجل إحياء المئوية الثانية، نحاول إدخال أفكار البستاني وأفكارًا أُخرى على مناهجنا التربوية ومدارسنا وجامعاتنا".

أمّا بموضوع تجاوب وسائل الإعلام مع هذا الموضوع، فأفاد أبو كسم بأنّ "للوهلة الأولى، لم أكن متأمّلًا أن يكون هناك تجاوب من المحطات الإعلامية، لكنّنا رأينا أنّ المحطات والإذاعات والصحف والمواقع الإلكترونية، متعطّشة لهذا النوع من نشر الثقافة، كوننا نفتقد لبرامج تنشر الفكر الثقافي، وتعيد زرع أهمية الوطن والمواطنة؛ وأحيّي هذه المؤسسات الإعلامية".

إلى ذلك، وجد "أنّنا نمرّ بأزمة إعلامية كبيرة أمام الأخبار الكاذبة (fake news) الّتي تشوّه أحيانًا الحقيقة. الإعلام هو السلطة الرابعة، والسلطة يجب أن تحكم دائمًا بالحق وتتكلّم بموضوعية، وتوصل الحقيقة"، داعيًا إلى "تشكيل لجنة إعلامية وطنية، مهمّتها نشر التراث الثقافي لأدبائنا".

ولفت أبو كسم إلى أنّ "مهام النائب معروفة، والخدمات جزء من مهامه. ونوابنا يجب أن يضيئوا على التراث الثقافي في لبنان، ومبادرة النائب ​فريد البستاني​ جريئة، وقد لا تكون "شعبوية"، لكنّها وطنية".