اعتبر سفير لبنان السابق في ​واشنطن​ رياض طبّارة أنّ التركيز لخفض العجز وزيادة المداخيل في موازنة العام 2019 يتم بغير مكانه الصحيح، لافتا الى ان رواتب ​العسكريين المتقاعدين​ او الموظفين الحاليين في القطاع العام ليست سبب الأزمة، انمّا بشكل اساس موضوع الكهرباء الذي يشكّل ثلث الدين العام، اضافة الى المداخيل الكبيرة التي تُهدر سواء في المطار او المرفأ أو من خلال الأملاك البحرية.

وشدّد طبّارة في حديث لـ"النشرة" على وجوب الانكباب على حسن تطبيق خطة الكهرباء ورفع الأغطية السياسيّة عن المستفيدين من الهدر الحاصل في أكثر من مجال، لأنه عندها يمكن النهوض بالوضع الاقتصادي مجددا. وأضاف: "يُقال مثلا ان نصف موظفي مؤسسة كهرباء لبنان يمكن الاستغناء عنهم، فهل يكون هناك أيّ خطوة في هذا المجال؟ كما أنّ قسما كبيرا من اللبنانيين لا يدفعون فواتير الكهرباء، فهل سيتم رفع الغطاء عن بعض المناطق كي تتمكن الدولة من جباية الاموال"؟.

وتطرّق طبّارة للتطوّرات الحاصلة في المنطقة، فاستبعد ان يتمّ تطبيق "صفقة القرن" بما تسرب من بنودها خصوصًا وانها غير مقبولة عربيًّا، وليس هناك اي دولة قادرة على مسايرة اميركا فيها، لا سيّما وانها تعطي القدس والجولان لاسرائيل تمامًا كما حصل في التاريخ الاميركي حين باعت فرنسا قسما كبيرًا من الاراضي الاميركيّة الحاليّة، علما انها اراض كانت مسكونة وملك أهلها. وأردف، "من دون موافقة عربيّة لا يمكن ان يتم فرض الصفقة فرضا خاصة وان المجتمع الدولي لم يلاقِ اميركا رغم الجهود الكبيرة التي بذلتها سواء للاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل او بالجولان كجزء منها"، واضعا هذه الصفقة باطار الهدايا المتبادلة بين الرئيس الاميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الاسرائيلي ​بنيامين نتانياهو​ في زمن الانتخابات.

ورجّح طبّارة ان يستمرّ التصعيد في المنطقة بعد القرارات الاميركية الاخيرة وأبرزها وضع ​الحرس الثوري​ الايراني على ​لائحة الارهاب​، علمًا انها المرّة الاولى التي يتمّ فيها ادراج جيش دولة على هذه اللائحة، لافتًا الى ان لذلك آثار اقتصادية كبيرة على طهران باعتبار ان الحرس الثوري مسؤول كحدّ ادنى عن 20% من الدخل القومي وكحدّ اقصى عن 40% منه. واضاف: "ان هذا التصنيف لاقى اعتراضات كثيرة داخل الادارة الاميركيّة لان الغالبيّة رأوا بما حصل اعلان حرب اقتصاديّة واضحة على ايران".

وأشار طبارة الى انّه بعد انسحاب اميركا من الاتفاق النووي تأثّر سعر صرف الريال الايراني بشكل كبير وتضخّمت الاسعار بنسبة 40%، لافتًا الى انّ الحل الوحيد المتاح امام طهران حاليًّا لفكّ الحصار المفروض عليها، هو التعاون مع دول ك​روسيا​ والصين والهند أقلّه طالما علاقة هذه الدول بأميركا ليست على ما يرام.

واستبعد طبارة ان يتحوّل التصعيد والمواجهة الايرانيّة–الاميركيّة الى حرب مفتوحة، وأشار الى انه قد يحصل بعض المناوشات، لكن لا مصلحة لأيّ من الطرفين بتطور الامور أكثر، كما ان روسيا لن تقف متفرّجة على حرب اقليميّة تبدأها اميركا. وختم بالقول ان " الصيف حار في المنطقة لكنه لن يصل لحدود الحرب المفتوحة بين ايران والولايات المتحدة الأميركية، لأن المخاطر والتداعيات ستكون اكبر من قدرة الطرفين على الاحتمال".