كتب سفير ​لبنان​ السابق في ​الولايات المتحدة الاميركية​ ​عبد الله بو حبيب​ في كتابه الجديد الصادر حديثاً عن دار سائر المشرق عن سياسات ​واشنطن​ في منطقة ​الشرق الأوسط​ وكيف أنها تتبدل بتبدل الرؤساء الاميركيين من دون أن تتبدل الاهداف الاستراتيجية الثابتة ، مشيراً الى أن "​أميركا​ القيم والمصلحة: نصف قرن من السياسات الخارجية في ​الشرق الاوسط​".

وينقسم كتاب بو حبيب الى 4 أقسام، ويحمل القسم الأول عنوان "شرق أوسط متقلب" ويلحظ تجارب ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد كما ​جيمي كارتر​ و​رونالد ريغان​ وجورج بوش الأب و​بيل كلينتون​. أما القسم الثاني والذي يحمل عنوان "أهداف أميركا الشرق أوسطية" فيتحدث فيه بو حبيب عن سعي أميركا الدائم لتحقيق التفوق العسكري ل​اسرائيل​ في المنطقة وحماية مصادر ​النفط​ وتواصل تدفقه كما الحفاظ على الحدود الدولية و​مكافحة الارهاب​ واحتواء الشيوعية الدولية.

وفي القسم الثالث من الكتاب الذي عنونه بو حبيب "​جورج بوش الابن​ اجندة الحرية" تناول الكاتب ​أحداث 11 ايلول​ والوجود الاميركي في ​افغانستان​ وما أسماها بـ"الحرب الخاسرة" في ​العراق​، كما الوضع في ​فلسطين​ حيث السلام المفقود. وفي الفصل الخامس من هذا القسم أشار الى اسرائيل، الحليف الذي لا يُستغنى عنه، وفي باقي الاقسام تحدث عن العلاقة الاميركية مع ​السعودية​ و​الخليج​ بعنوان "تلاق دائم"، وعن ​ايران​ "العدو اللدود" لواشنطن وعن لبنان بعنوان "فشل المحاولة" وعن ​سوريا​ حيث "المصالح المختلفة".

أما القسم الرابع والاخير من الكتاب فتطرق فيه الى عهد ​باراك اوباما​ "صائد الارهاب" وحملت عناوين الفصول الـ7 تباعا عناوين: سوريا العصية، الشرق الاوسط: الخط العاثر، ايران: المتعاونة، مسيرة السلام: استمرار الفشل، السعودية: حلفاء أم اصدقاء، ليبيا: آتون الحرب ومصر: اول الربيع.

وفي خاتمة كتاب بو حبيب خريج ​الجامعة الأميركية​ في ​بيروت​ في ستينات القرن الماضي، والذي التحق في منتصف السبعينات ب​البنك الدولي​ في واشنطن في عام 1976 لغاية 1983 حين عُين سفيراً للبنان في واشنطن حتى عام 1990 قبل أن يعود إلى البنك الدولي ليتبوأ موقع مستشار رئيسي لنائب رئيس البنك في الشرق الأوسط و​شمال أفريقيا​، أطل الكاتب على عهد ​دونالد ترامب​، فاعتبر أن سياسته الشرق أوسطية اقتصرت في السنتين الاوليين من عهده على تحسين العلاقة مع اسرائيل والسعودية اللتين شهدتا فتورا خلال الولاية الثانية لاوباما. واستهدفت قرارات ادارته ايضا ايران والفلسطينيين، واتخذت اجراءات دعم استراتيجيا الرئيس السابق في حرب اميركا على داعش في سوريا والعراق.

وفي اطار تفنيده كتاب بو حبيب، عبّر الوزير السابق ​كريم بقرادوني​ عن تمنيه لو ان سفير لبنان السابق في واشنطن كتب تجربته قبل سنوات، لكان جنّب لبنان العديد من الأخطاء في التعامل مع ​الولايات المتحدة الأميركية​، وقد يكون العكس صحيحاً إلى حد ما.