شدد رئيس جمعية "لابورا" الأب طوني خضره على أننا "لسنا هواة حروب جديدة مع أي أحد من الشركاء في الوطن، بل نريد تأمين الشراكة وثقافة التوازن وقبول الآخر والحضور الفعلي وليس الشكلي معه".

وخلال العشاء السنوي الحادي عشر للجمعية، لفت إلى أنه "نطلب من الله ألا يصطدم العهد في محاربته للفساد بمسؤولين كبار يحمون الفساد فيكون حاميها حراميها ويصبح من الصعب أن نرى فاسدين وراء القضبان، وهنا سنستعمل كل قوتنا حتى لا يحاسب الموظف الصغير ويتبرأ رئيسه أو من يدعمه، لأننا لسنا مع حرمان الفقير لقمة عيشه ونعلم مدى الصعوبة بمحاكمة الفاسدين الكبار وأصحاب المليارات المسروقة، لذلك نطلب أقله من الجميع رفع أيديهم عن باقي الفاسدين حتى نخفف من الاعتقاد الشعبي السائد وبعض المرجعيات الدولية بعجز اللبنانيين عن القضاء على الفساد. لا نريد أن يصبح الفساد شعارا شعبويا يتاجر به السياسي أو مسارا إلزاميا لمؤتمر سيدر أو مشروع عهد يسعى للاصلاح، بل أن يبقى ضرورة أساسية للنهوض بالبلد، وعلينا الإستمرار به حتى النهاية والمحاسبة ضرورية ومطلوبة على كافة المستويات".

وتابع: "نعم نحن والموظفون الآوادم مستعدون للدفع من رواتبنا شرط إسترجاع مال الدولة أولا من السارقين الكبار ويدفع بعد ذلك الآوادم ما يتوجب عليهم للدولة إذا بقيت حاجة، بدل أن نظلم عشرات الآلاف ونسرق لهم رزقهم ونترك السارق الأكبر يتنعم بأموال الشعب".

وقال: "منذ 11 سنة عملت لابورا على إقناع المسيحيين بضرورة الإنخراط في الدولة واليوم تلاقينا السلطات بقرار وقف التوظيف لتيئيس الشباب وتثبيت التشبيح والتوظيف الطائفي والمحاصصة السياسية التي إستمرت خلال السنوات الماضية بدل أن نطرد الفاسدين خارجا وندخل دما جديدا إلى الدولة ونعطي الأمل للعاطلين عن العمل والخريجين الجدد بأن دولتكم ستحتضنكم وتؤمن لكم عملا، فهل يجوز معاقبة الأدمغة الشابة الجديدة بتوقيف التوظيف وتشريع التشبيح والسرقة؟ فتوقيف التوظيف هو قرار خطير جدا والمطلوب أولا إعادة هيكلة الدولة وتفعيل الإنتاجية والاستغناء عن الذين لا يعملون أو الذين لا يتمتعون بأهلية المراكز التي يشغلونها، وتوظيف اللبناني المتعلم وصاحب الإختصاص والخبرة والإستثمار في مشاريع جديدة تؤمن فرص عمل لشباننا".

ودعا خضرا إلى "التشديد على خطاب كنسي يتوافق مع حاجات شعبنا وهمومه أكثر ويشدد على الحقوق والتوازن وفتح أبواب الكنائس والأديرة وأملاكها للناس قبل أن يصبح الجوع مستشريا، ضرورة تضامن المسيحيين بعضهم مع بعض ومع لابورا رجال دين ومدنيون من كل الأحزاب والطوائف والفعاليات بهدف إعادة التوازن وتفعيل المشاركة والحفاظ على التنوع ومن هذا التعاون الحسي موضوع الجامعة اللبنانية، ولا نريد أن نطالب بالتوازن مع الشركاء في الوطن وننسى التوازن أيضا بين المسيحيين أنفسهم أو يستأثر فريق دون آخر بالمراكز والتعينات. المطلوب وحدة المصير، الوحدة بين المسيحيين دون أن ننسى بأننا 13 كنيسة في لبنان والكل له الحق بالمشاركة وعلينا متابعة اللقاءات والخطط الكفيلة ببقاء دور المسيحيين الفاعل والقوي في الوطن، فعمل لابورا هو لخدمة الوطن وتحصين مناعته وتفعيل الشراكة وتأمين التوازن مع الجميع دون إستثناء ورفع الغبن الحاصل نتيجة الحرب والتراكمات. هذا التعاون ضروري حتى لا نلغي بعضنا البعض وتقوية ثقة المسيحيين بالدولة كما بدأنا نشعر، وحدتنا قوتنا وبهذه الروحية نستطيع التعاون مع الشركاء من الند إلى الند وقبولهم بما هو ضروري للحفاظ على لبنان والرسالة وإلا ستغرق السفينة بالجميع، إذا انعدم التوازن وضاعت الحقوق".

وتابع: "الانهيار الاقتصادي الذي نشهده اليوم يرتبط ارتباطا وثيقا بتراكم الفساد ودفع لبنان فاتورة المبعدين عن بلادهم وعدم وضع خطط في كافة القطاعات، والأهم يبقى خلاف اللبنانيين على ما لا يجب الإختلاف عليه وهو مصلحة لبنان وشعبه وطوائفه، وأعدكم بعدم التنازل عن أي مطلب حق ولن نستسلم لأن ما نقوم به يحصن المجتمع اللبناني ويحمي كافة الطوائف والمجتمعات ويصون لبنان. مسيرة لابورا تحصنت بتعاون وتضامن الحريصين على لبنان والحفاظ عليه من مسؤولين روحيين وحزبيين ومتطوعين ونشكرهم جميعا خصوصا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على دعمه الدائم وتقديره للعمل الذي تقوم به لابورا".

وختم خضرا معلنا أنه بعد سنوات من العمل اكتشف أن "الغبن الذي طال أكثرية المسيحيين منذ التسعينات على كافة المستويات السياسية والإجتماعية والإدارة العامة طال أيضا كافة الضعفاء والمبعدين وأكثرية الآوادم من الطوائف الشريكة في الوطن وهي تعاني اليوم كما عانينا وبدأ صوت صراخ الجوع يعلو، فانتبهوا أيها الحكام من ثورة الجياع والمحرومين في جميع الطوائف وكفوا عن اللعب والرهان على الغرائز الطائفية لتحموا مكاسبكم وسرقاتكم لأننا بدأنا نشعر بأن الكيل طفح وان لم تصلحوا ما أفسدتموه فان الثورة آتية لا محال".