مرة جديدة تعود كلية الحقوق والعلوم السياسية في ​الجامعة اللبنانية​ في زحلة إلى الواجهة، بعد تقديم المدير الموقت للكلية الدكتور أنطونيو بو كسم إستقالته، على خلفيّة ما يُقال بأنها تهديدات تعرّض لها في الأيام السابقة.

تعيين بو كسم من قبل إدارة رئاسة الجامعة، جاء كتدبير موقت الى حين تعيين مدير جديد، بعد البلبلة التي حصلت والمعلومات عن إجبار أستاذة جامعية على المشاركة في اختيار ثلاثة أسماء، لتختار منها الرئاسة مديراً للفرع.

منذ اليوم الأول لتعيين بو كسم، حصلت موجة من الإعتراضات أخذت طابعاً طائفياً، نظراً إلى تعيين شخصية مسيحيّة في إدارة الفرع خلفاً للدكتور أكرم ياغي المقرب من "​حزب الله​"، مع العلم أن هذه الكلية الوحيدة في الجامعة التي يُحسب مديرها على الحزب، لكن بعد ذلك حصل نوع من "التفاهم" و"الهدنة" لتسيير الأمور في الكليّة، إلا أنه في نهاية الاسبوع المنصرم عادت الأمور إلى نقطة الصفر.

في التفاصيل التي حصلت عليها "النشرة" هناك روايتان، الأولى تشير إلى أن المدير اكتشف، خلال جولة كان يقوم بها، وجود غرفتين مخصصتين لتصوير المقرّرات، على مدخل احداها مكتوب عبارة "مُصلّى"، لكن في داخلها ماكينات تصوير، فقرر إغلاقهما نظراً إلى أن هذا الأمر غير شرعي، على أن يقوم بمناقصة قانونيّة لإدارة المطبوعات، وهو أعطى مهلة لذلك حتى تاريخ 30 حزيران 2019.

أما الثانية، فتشير إلى أنّ إعتراض المدير هو في الأساس على وجود "المُصلى" داخل حرم الكلية، الأمر الذي اعتبره غير قانوني وقد يؤدّي إلى المطالبة بتخصيص أماكن أخرى للعبادة، ما دفعه إلى المطالبة باغلاقه فوراً، ما أثار موجة من الإعتراضات بوجهه.

بعد ذلك، تكشف مصادر مقربة من المدير، عبر "النشرة"، أنه تلقى إتصالاً هاتفياً من قبل أحد الأشخاص، يدّعي أنه من ​التعبئة التربوية​ في "حزب الله" يطلب منه عدم المس بـ"المُصلى"، وتؤكد أنه تلقى تهديداً خلال هذا الإتصال بحال عدم التراجع عن قراره، في حين تنفي مصادر أخرى حصول أيّ تهديد، وتشير إلى أنّ المدير تلقّى طلباً بعدم إقفال "المُصلى"، خصوصاً أننا في أيام ​شهر رمضان​، وتوضح أن "المُصلى" موجود منذ زمن لكن المدير يريد اليوم إغلاقه، وتلفت إلى أنه رغم كل المحاولات القائمة لمعالجة الموضوع فإن بو كسم يغلق الأبواب، وتشير إلى أنه رفض أيضاً إستقبال وفد يضم بعض الدكاترة لبحث كيفية حل هذه المسألة.

بناء على هذه التطورات، علمت "النشرة" أن بو كسم حضر اليوم إلى الكليّة، حيث عمد إلى جمع أغراضه وتسليم "ادارة الكلية" إلى أمانة السر، ومن المقرّر أن يقدّم إستقالته من منصبه إلى رئاسة الجامعة بعد الّذي حصل معه، وقد بدت عليه علامات الغضب الشديد من جرّاء ما تعرّض له. وبعد مغادرته الكليّة عمد إلى إغلاق هاتفه الخليوي، ما حال دون التواصل معه. في هذا السياق، تؤكّد مصادر مقربة من رئاسة الجامعة اللبنانيّة، عبر "النشرة"، أن رئيسها ​فؤاد أيوب​ سيعمل على متابعة القضيّة لتبيان الحقيقة، مشدّدة على أن الإدارة ترفض أيّ نوع من انواع التهديد بحال حصل.

واذ تؤكد المصادر متابعة رئاسة الجامعة للقضية، تشدّد على ضرورة عدم تشويه صورة الجامعة اللبنانية "الجامعة" لكل أطياف ​المجتمع اللبناني​، والرافضة لزجّ اسمها في أيّ قضيّة طائفيّة مهما كانت.