رأى سفير ​لبنان​ لدى ​الفاتيكان​ ​فريد الياس الخازن​، "ان لبنان فقد بطريركا عظيما سيسجل اسمه في التاريح بانه من البطاركة العظام في تاريخ ​الكنيسة المارونية​ وفي ​تاريخ لبنان​ وهو من هذا الموقع لم يطلب شيئا لنفسه او لاحد وهذا كان مصدر قوته واحترام الناس له"، لافتا الى ان "​الكرسي الرسولي​ وقداسة ​البابا​ بعث ببرقية تعزية بالبطريرك صفير واليوم الكاردينال سومبري رئيس المجمع الشرقي يمثل البابا في مراسم الدفن وهو حاضر الى جانب مطرانيين من الفاتيكان في الجنازة"، واضاف ان "الراحل البطريرك صفير كان يحظى بمكانة كبيرة واحترام كبير في عهود البابوات السابقة كما اليوم لدى البابا فرنسيس"، مذكّرا بأن "البطريرك صفير كان في زمن يوحنا بولس الثاني وهو كان لديه دورا مؤثرا في لبنان كما كان لبولس الثاني تأثيرا على مستوى الكنيسة والعالم."

وشدّد الخازن في حديث اذاعي على ان "موقف البطريرك صفير بتأييده ​اتفاق الطائف​ معروف ولكنه ايضا كان يطالب بتطبيقه ولم يكن راض عن هذا المسار، في حين انه في كل مسيرته لم يتوان عن دعم موقف الفريق الاضعف على الساحة وهم المسيحيون، ومن هنا عارض الطائف حين لم يطبق"، مشيرا الى ان "البطريرك الراحل في زمن الوصاية لاقى معارضة من اصدقاء ​سوريا​، وهو صعّد من لهجة خطابه بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي، ليطالب بخروج ​الجيش السوري​ من لبنان، من خلال ندائه الشهير في ايلول الالفين، لتتصاعد الامور بعد هذا البيان، فيما كان هناك رهان بسبب وجود العماد ميشال عون في المنفى ان يمكن اسكات صوت صفير، ولكنهم فشلوا وبقي صوت البطريرك صفير الصوت المشاكس الوحيد في الداخل، ليكمل صفير معركته الى حين عودة ​الرئيس ميشال عون​ الى لبنان لتتحقق الحرية والسيادة و​الاستقلال​."

ورأى الخازن أن "انهاء مرحلة الوصاية توجت في العام 2005، واهمية الدور الذي لعبه صفير انه اتخذ القرار في مرحلة تاريخية وهذه هي اهمية ما حصل بين اعوام 2000 و2005، ولفت الى ان صفير كان له مواقف عديدة ولم يكن يحب الظهور الاعلامي والكلام اليومي، وهو وان اصطدم بالعماد عون في البداية فهو اعلن بصراحة في النهاية ان بات للمسيحيين زعيما، بعد ان ربح العماد عون ​الانتخابات النيابية​ في العام 2005، كما أمّن البطريرك صفير حماية للاحزاب المسيحية في نضالهم، في ظل الوجود السوري، فالقضية كانت مقاومة الهيمنة على لبنان وليس اتفاق الطائف، في حين زار وفد من حزب الله البطريرك صفير، بعد الاعتداءات الاسرائيلية في العام 1993 ، اي ان ابواب بكركي كانت مفتوحة للجميع".

وختم السفير الخازن بالاشارة الى ان "الوضع اليوم يختلف بتحدياته عن مرحلة التسعينات وكل مسؤول في موقع البطريرك لديه اسلوبه وطريقة عمل مختلفة عن سلفه على الساحة الوطنية وتحديدا المسيحية ."