لفت المدير العام للأمن العام اللواء ​عباس ابراهيم​، في كلمة له خلال رعايته حفل إفطار أقامته "رابطة النهضة الإجتماعية" بعنوان "للخير أهل"، في ​بيروت​، إلى أنّ "ما يميّز إفطارنا هو كونه محطّة سنويّة، دأبت "رابطة النهضة الإجتماعية" على تنظيمه ليكون هادفًا، ويصبّ في غايات نبيلة تخدم الإنسان، خصوصًا أنّ القيّمين على الرابطة نذروا أنفسهم لبناء مجتمع أفضل، ينعم أطفاله بالحدّ الأدنى من التعليم والطبابة والمأكل والمسكن، ويمكّن المرأة من تحمّل مسؤوليّتها في تربية الأولاد، أو إعالة الأهل ومساعدة الزوج، من خلال تنمية قدراتها للانخراط في المجتمع لتتمكّن من أداء دورها بكرامة واحترام".

وأوضح أنّ "الأهداف النبيلة، ومثل هذه المشاريع الطموحة، تتلخّص بدفع المجتمع نحو التطوّر، وتعزيز روح التكافل الإجتماعي، والنهوض بالعائلات الّتي تعيش تحت خط ​الفقر​ والجهل والمرض. إنّها عناوين تختصر، للأسف، معاناة الإنسانيّة في عالمنا الحاضر". ونوّه إلى أنّ "لا حاجة بنا إلى التفتيش عن أسباب تدهور المجتمع، لأنّ الأمور باتت معروفة من الجميع ولكن علينا ألّا نستسلم كليًّا، بل يجب أن نبني معًا، وبرعاية الدولة، مجتمعًا مختلفًا عنوانه العمل في سبيل خير البشرية جمعاء".

وأكّد ابراهيم أنّ "ما تقوم به "رابطة النهضة الإجتماعية" على مدار العام ومع مثيلاتها من الجمعيات انّما يقع في سياق تدعيم الأمن الاجتماعي، والحدّ نوعًا ما، من الاستنزافات الكثيرة والحادّة الّتي يعاني منها مجتمعنا جرّاء تراكم الأزمات وتعدّدها اقتصاديًّا وماليًّا واجتماعيًّا".

وركّز على أنّ "حقيقة الأوضاع في ​لبنان​ لم تعد تكفيها مبادرات فرديّة وموسميّة، لأنّ ما يحتاجه البلد بظروفه الراهنة أعمق بكثير من انتظار مبادرة من هنا أو مساعدة عينية من هناك"، مبيّنًا أنّ "هذا الكلام ليس انتقاصًا من جهد أحد، بقدر ما هو ضرورة لتعيين حاجات البلد الّذي انهكته حروب ​الإرهاب​ ومؤامرات العدو الإسرائيلي وأطماعه المتعدّدة بأرضنا ومياهنا، بالإضافة إلى تحمُّل لبنان، أكثر من أيّ بلد في العالم، أعباء بيئيّة واقتصاديّة وأمنيّة ناتجة من وجود أكثر من مليون ونصف مليون نازح ولاجئ على أرضه؛ ناهيك عن ​البطالة​ المتزايدة وانكماش النمو الاقتصادي".

وشدّد ابراهيم على أنّ "لبنان بحاجة ماسّة إلى سياسات اجتماعية مستدامة، تعالج ما هو قائم، وتستدرك الحلول لما هو آت. وهذه السياسات تستلزم تضافر الجهد المشترك بين المجتمع الأهلي ومؤسسات الدولة لتحقيق المرتجى"، مشيرًا إلى أنّ "من هنا يبدأ دوركم كرابطة اجتماعية نهضوية في ملاقاة كلّ ​المجتمع المدني​ وبكلّ ألوانه ومواقعه، لتساهموا معًا في تثبيت الأمان الاجتماعي على مساحة كلّ الوطن".