اعتبر النائب السابق ​ناجي غاريوس​ أن كل من حكموا لبنان في السنوات الـ30 الماضية يتحملون مسؤولية ما آلت اليه الأوضاع في البلاد، كما مسؤولية التأخير الحاصل في اقرار ​الموازنة​، لافتا الى ان هؤلاء سرقوا ونهبوا وهجّروا اللبنانيين، وها هم اليوم ينتقدون رئيس ​التيار الوطني الحر​ وزير الخارجيّة ​جبران باسيل​ فقط لأنه يعمل، ويا ليتهم يعملون على قدر ما يتحدثون، عندها لكانت الظروف أفضل بكثير.

ورأى غاريوس في حديث لـ"النشرة" أن البلد يمر في أصعب مرحلة، ما يتطلب تحميل كل مسؤول عما وصلنا اليه مسؤولياته، مشيرا الى أن رئيس لجنة المال والموازنة النائب ​ابراهيم كنعان​ كان واضحا بتحديد أعداد الموظّفين بشكل مخالف للقانون بعد العام 2017، وبعد صدور قانون سلسلة الرتب والرواتب، وبالتالي المطلوب تجريم كل من ساهم بهذه التوظيفات حتى من دون العودة الى لجان الرقابة وديوان المحاسبة، وفصل كل من توظفوا من وظائفهم. وقال: "كيف يعقل ان يكون هناك حوالي 32 الفا وظّفوا خلال عامين قبل الـ2017، وهل من المقبول ان يكون هناك 300 الف شخص تمّ توظيفهم في القطاع العام؟ وهل يحتمل بلد كلبنان كل هذه الاعداد"؟.

واستغرب غاريوس اصرار وزير المال ​علي حسن خليل​ على ان النقاش بالموازنة انتهى ورفضه ادخال اصلاحات اساسيّة عليها، معتبرا ان كل من يعتقد انه يمكن تمرير موازنة في ظروف كالتي نمرّ بها من دون اصلاحات فالمؤكّد ان "مش شغلتو يحط موازنة". واضاف: "لماذا استعجلوا اليوم ولم يستعجلوا طوال السنوات الـ30 الماضية"؟.

وشدد غاريوس على عدم امكانيّة الاستمرار بادارة البلد وفق الذهنيّة القائمة حاليا، بعدما بات الشعب غير مؤمن بدولته، معتبرا ان هناك فضائح لم يعد يجوز السكوت عنها كما يُعرف مثلا باللجنة الموقتة لادارة ​مرفأ بيروت​، وتساءل: "ما هو عمل هذه اللجنة ولماذا لا تصبح مؤسسة، وكيف يكون هناك لجنة من هذا النوع غير خاضعة لأيّ رقابة"؟.

وتوجه غاريوس الى رئيس المجلس النيابي ​نبيه بري​ سائلا اياه: "هل هذا هو الوقت المناسب لبحث ​قانون الانتخاب​ ونحن حتى الساعة لم ننتهِ من اقرار الموازنة؟ واين أصبح قطع الحساب؟ وكيف ننجز الموازنة من دون قطع الحساب"؟.

وأشار غاريوس الى ان هناك اولويات كثيرة غير قانون الانتخاب يتوجب الالتفات اليها بعد اقرار الموازنة، وابرزها اللامركزية الادارية اضافة الى ملفي النازحين السوريين والنفايات، متسائلاً كيف انه لم يتم ايجاد الحل البيئي الملائم للنفايات كما هو حاصل في معظم دول العالم، حيث يتم في بعضها شراء النفايات لتصنيع الطاقة، اما هنا فكانوا يتاجرون بالنفايات لزيادة الاموال في جيوبهم وحساباتهم المصرفية.

واعتبر غاريوس ان ملف النازحين السوريين سبب أساسي للكثير من الازمات التي نرزح تحتها حاليا، لافتا الى ان الدول الكبرى تستفيد من الانقسام اللبناني حول الموضوع ما يشجعها على المتاجرة به. وقال: "هذه الدول لا يعنيها بناء دولة قوية لانّها اصلا لا تريد هكذا دولة على حدود ​اسرائيل​".