منذ أشهر، والوضع ليس على ما يرام في ​نقابة الأطباء​ في ​بيروت​ بين فريق يدعم النقيب ​ريمون صايغ​ وآخر لا يوفّر وسيلةً إلا ويستخدمها ضدّه، كل ذلك على خلفيّة الإنتخابات النقابيّة التي ستحصل في الأسبوع الأول من شهر حزيران المقبل والتي سيُنتخب فيها هذه المرة آخر جديد خلفاً لصايغ.

بسبب الإنتخابات المرتقبة وحماوة المعركة، عطّلت مجموعة الحراك النقابي إجتماعات مجلس النقابة لأكثر من مرّة وأحياناً حصل ذلك عن طريق القوّة وإقتحام قاعة الإجتماع. وبسبب الإنتخابات أيضاً، ركّزت مجموعة الحراك في ورقة مطالبها على ضرورة إقالة المديرة الإدارية في النقابة ندين حداد بحجة معلنة أن المنصب غير موجود أساساً، ولنيات إنتخابيّة غير معلنة على إعتبار أن حدّاد مقرّبة من الفريق الداعم للنقيب ويضم أكثر من حزب وعلى رأسه "​التيار الوطني الحر​". كل شيء كان مقبولاً داخل بيت الطبيب إلا أن تدفع المنافسة بالبعض الى التهديد والوعيد بعظائم الأمور وكأن المنافسة هي بين فئتين مجتمعيتين تعاني ما تعانيه من قلّة الروح الرياضية وإنعدام الحدّ الأدنى من الديمقراطية، لا بين أطباء يشكّلون نخبة المجتمع في بلد ك​لبنان​ لطالما تميّز عن محيطه بالحريّة والديمقراطية ولطالما كان سبّاقاً مقارنة مع الدول الأخرى في الشرق الأوسط، بتأسيس النقابات.

وفي التفاصيل، سُرّب في الأيام الماضية تسجيل صوتي عبر الواتساب للطبيب سعد أبو همّين، وهو أحد مرشحي الحراك النقابي الى عضوية مجلس النقابة، وفيه يهدد المديرة الإدارية في النقابة قائلاً "من اليوم، نصيحة لما يسمى مديرة ادارية بمغادرة نقابة الأطباء، من اليوم تفلّ وما عاد تجي على دوامها، لأنو المفاجآت حتكون على راسا لأنو هيدا الموضوع ما عاد مقبول، يلي انسرق إنسرق من النقابة، التوظيف غير الشرعي قبلنا فيه لفترة محدّدة وسكتنا، بس فينا نقلها فيكِ تغادري مكتبك وتفلّي لأنو نحنا تخلّينا عن خدماتك".

تهديد، تخطى كل الأعراف واللياقات التي إعتاد الأطباء على إحترامها في تعاطيهم بين بعضهم البعض، وخلق حالة إستغراب وذهول لدى البعض، وترددت معلومات داخل بيت الطبيب، عن أن فريق النقيب درس إحتمال التقدّم بشكوى جزائية ضد الدكتور أبو همّين على خلفية تهديده الصوتي المسجّل للمديرة الإداريّة، لكن المشاورات إنتهت إلى ترك مسألة الإدّعاء الشخصي ضد أبو همّين لصاحبة العلاقة أي المديرة الإداريّة، وهنا يشير مصدر نقابي مطّلع الى أن شكوى حدّاد الجزائية ضد أبو همّين أصبحت جاهزة ومن المرجّح أن تسلك طريقها الى القضاء مطلع الأسبوع المقبل.

إذاً يوماً بعد آخر، تحتدم المنافسة أكثر فأكثر في إنتخابات نقابة الأطباء. ليست المرة الأولى التي يستعمل فيها فريق الأسلحة الإنتخابيّة الثقيلة ضد منافسه، لكنها المرة الأولى التي يشهد فيها الجسم الطبي تهديداً ووعيداً وإتّهامات بالسرقة، كل ذلك في سبيل الوصول الى مقعد على طاولة مجلس النقابة!.