أشارت صحيفة "الخليج" الاماراتية في افتتاحيتها الى أنه "ولاول مرة منذ التدخل العسكري الروسي في سوريا العام 2015، ولأول مرة منذ "اتفاق سوتشي" بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي ​رجب طيب أردوغان​ في أيلول 2018 حول مناطق عدم التصعيد في إدلب، توجه ​موسكو​ انتقاداً علنياً إلى أنقرة بتحميلها مسؤولية عدم منع "المتشددين" من قصف أهداف مدنية وعسكرية روسية، بما يعني نفور ​الكرملين​ من سياسات ​تركيا​ في سوريا وعدم التزامها بتنفيذ الاتفاق المشار إليه"، لافتة الى أن "موسكو كانت تحاول مراعاة خاطر تركيا، على أمل جرها بعيداً عن واشنطن و"حلف الناتو"، وإغرائها بصفقة ​صواريخ​ "إس 400" وباتفاقات اقتصادية، وخصوصاً "خط السيل التركي" لنقل الغاز الروسي إلى ​أوروبا​ عبر أراضيها والذي قطع مرحلة مهمة في التنفيذ".

ورأت أن "​روسيا​ أيضاً كانت تحاول تفهم مطالب تركيا الأمنية في شمال سوريا، على حساب الحليف السوري، لعل ذلك يحول دون حصول مواجهة عسكرية بين الجانبين، رغم الاستعدادات التي كانت اتخذت لمباشرة معركة فاصلة في إدلب، أرجئت بعد "اتفاق سوتشي" لعل تركيا تنفذه، وخصوصاً ما يتعلق بإنهاء وجود "​جبهة النصرة​" في المحافظة، وبذلك تريح موسكو وحليفها السوري من عناء معركة باهظة التكاليف".

وأضافت: "يبدو أن أنقرة أدركت أن موسكو تسير على خيط رفيع في علاقاتها المتشابكة معها ومع دمشق، فاستغلت ذلك إلى أقصى حد، حتى أنها لم تجد مانعاً في تسهيل سيطرة "جبهة النصرة" على أكثر من تسعين في المئة من ​محافظة إدلب​، كما عمدت إلى تزويدها بأسلحة متطورة، من بينها ​قذائف صاروخية​ وطائرات من دون طيار تم استخدامها بكثافة في الآونة الأخيرة ضد العديد من المدن ومواقع ​الجيش السوري​، وقاعدة حميميم، الأمر الذي أثار حفيظة موسكو التي كانت تعبر بحياء عن امتعاضها من التصرفات التركية".، مشيرة الى أنه "في شباط الماضي أعلنت ​وزارة الخارجية الروسية​ أنها تأمل أن يفعّل شركاؤنا الأتراك جهودهم، وأن ينفذوا الالتزامات التي أخذوها على عاتقهم ضمن الاتفاقات التي تم التوصل إليها في سوتشي يوم 17 أيلول 2018، كما أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعلن في أواخر نيسان خلال استقباله وزير خارجية بنغلاديش أن بلاده تسعى جاهدة لتحقيق الاتفاق المبرم مع تركيا بشأن الوضع في إدلب"، معتبرا أن "الوضع هناك لا يمكن أن يستمر، فلكل شيء حدود".

وشددت على أن "وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قام بزيارة أنقرة في شباط الماضي لهذا الغرض، حيث أكد مع نظيره التركي خلوصي أكار ضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة لفرض الأمن في منطقة إدلب، إلا أن شيئاً من هذا لم يحصل، بل على العكس، عمدت تركيا إلى توفير المزيد من الدعم للجماعات المسلحة في المنطقة"، مضيفة: "روسيا التي تجد نفسها محرجة مع "الحليف" التركي على حساب "الحليف" السوري اضطرت مؤخراً إلى مكاشفة أنقرة باستيائها وبضرورة حسم موقفها وعدم مواصلة اللعب على الحبال، كما هو حالها في كل علاقاتها الدولية".