أكد رئيس "تجمع علماء ​المقاومة​" ​الشيخ ماهر حمود​ أنه "يؤلمنا ان نرى هذا العدد الغفير من المسلمين يكتظ بهم المساجد الحرام في ​مكة المكرمة​ والمسجد النبوي الشريف، بل في كل مساجد العالم، ولكن للأسف انه ليس هنالك دور حضاري للأمة الاسلامية، فقرارها مصادر من قبل دول الاستكبار العالمي، وثرواتها منهوبة، وأحرارها إما في السجون او في المنافي، وقد انعكس هذا التخلف السياسي على القرار الاسلامي فرأينا الاختلاف في تحديد اول شوال ​عيد الفطر​ السعيد".

وفي بيان له، أوضح الشيخ حمود "أننا ندعو الى حوار اسلامي حقيقي ليحاول القرار الديني المحض التخلص من السيطرة السياسية، بالتأكيد لن تسمح القيادات السياسية في ​العالم الاسلامي​ للقرار الديني ان يكون مستقلا، لان تحديد الهلال وإعلان الفطر او ​الصيام​ اصبح مادة سياسية يتنافس من خلالها اصحاب النفوذ لتأكيد زعامتهم المفترضة على العالم الاسلامي، وللأسف فان الامر يصبح في بعض مظاهره مدعاة للحرج وللنقد الشديد".

ولفت الى أن "العملية ​الارهاب​ية في ​طرابلس​ ليلة العيد فإنها تدعونا الى اعادة النظر في الخلايا الارهابية النائمة وقدرتها على التحرك من وقت لآخر، ونحن هنا نؤكد مرة بعد مرة ان مواجهة هذا النوع من الارهاب لا يكون فقط بالقرار الامني، بل يجب ان يكون ثمرة تعاون وتكامل بين القرار الامني والعسكري والسياسي والديني و "الطبي" ايضا لان الخلل في كل هذه المفردات هو الذي ينتج هذه الظاهرة ويغذيها، فضعف الامن والمراقبة يشجع هؤلاء، وأيضا غياب القرار العسكري السليم يساعدهم كما حصل في اختطاف العسكريين في ​عرسال​، وكذلك القرار السياسي له نصيب كبير في حماية هذه الظاهرة حيث توهم بعض السياسيين المراهقين مثلا انهم باحتضانهم لأمثال هؤلاء يستفيدون في معاركهم الانتخابية او في اكتساب الرأي العام، فيما غياب الفهم الديني الصحيح لبعض المراجع الدينية ايضا يمكن ان يتخذ ذريعة من خلال المتطرفين لقرارات حمقاء، كما ان للتحليل النفسي والطبي دور في محاصرة هذه الظاهرة، ولكن يبقى دور العلماء "الحقيقيين" ووضوح الموقف في اذهانهم ومواقفهم هو الدور الاهم في محاصرة هذه الظاهرة، ولكن للأسف في كل هؤلاء: فاقد الشيء لا يعطيه".

وأشار الى أنه "لا بد من التأكيد ان سقوط المشروع الارهابي في ​سوريا​ وفي ​العراق​ لجم هذا المشروع وشده الى الوراء كثيرا، كذلك ​القضاء​ على هذه الظاهرة في شرق لبنان وفي بعض المدن الصغيرة والكبيرة، يعني ان انتقادنا او دعوتنا لمواجهة وانتقادنا لبعض التقصير لا يلغي اعجابنا وتقديرنا لما انجز حتى هذه الساعة على كل الصعد المذكورة، ولكن نقول ذلك لإتمام محاربة هذه الظاهرة او لمحوها بشكل كامل حتى لا تعود فتتفجر وتفاجأ الجميع".