أصدرت بطريركية ​صربيا​ الأرثوذكسية و​بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس​، بيانا مشتركا حول الزيارة السلامية الرسمية لبطريرك الصرب ايريناوس، إلى بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس بين 1 و7 حزيران الحالي.

وأوضحتا أن الزيارة شكلت مناسبة تعرف فيها البطريرك ​إيريناوس​ وصحبه إلى واقع الكنيسة الأنطاكية في ​سوريا​ وفي ​لبنان​، وتباحث فيها الجانبان في جملة من المسائل التي تعني كنيستي صربيا وأنطاكية.

وأشارتا إلى أن البطريركين أكدا أن الكنيستين تعتبران أن المسيحيين هم مكون أساس من النسيج المشرقي في المجتمعات التي يعيشون فيها، وأن السلام في منطقة ​الشرق الأوسط​ لا يمكن أن يرتكز على نظرية حماية الأقليات ولا على منطق الغلبة للأكثريات، بل من خلال تضافر جميع الجهود ضمن مبدأ المواطنة والعيش الواحد بين كل الأطياف الدينية والاجتماعية.

كما أكدتا أيضا المسؤولية الملقاة على الجميع داخلا وخارجا لتجفيف منابع الإرهاب فكرا وسلاحا والتوصل إلى حل الأزمات بالطرق السلمية بما يوفر على إنسان هذا الشرق تحمل آثار الحرب خطفا وقتلا وتهجيرا وعنفا.

ودعتا الكنيستان المجتمع الدولي وسائر الحكومات إلى النظر بعين الحق إلى ما يجري بحق الإنسان المشرقي في كل بلدانه من إرهاب يطال الجميع بما فيهم المسيحيين ويدفع ثمنه أبناء كنيسة أنطاكية وغيرهم.

وشددتا على أهمية التعاون الأرثوذكسي وتدعوان إلى تمتين الحوار وتفعيله بين سائر الكنائس الأرثوذكسية المستقلة باعتباره السبيل الوحيد للخروج من الأزمات.

وأكدتا ضرورة احترام الحدود الجغرافية والتاريخية للكنائس المحلية، ولفتتا إلى أن وحدة العالم الأرثوذكسي هي أمانة غالية أوصى بها الرب يسوع المسيح بنفسه وستبقى مصانة وبينة مهما تراكمت عليها الأزمات.

وشددتا على أنهما مؤتمنتان على خير إنسان بلدانهما وعلى إرثه الحضاري الإيماني الذي يبقى له كهوية وانتماء منفتح لا يتجزأ في دوامة ما يجري في هذا العالم من روح استقلالية وفردية ونزعات انقسام واستخدام للدين في حقل ال​سياسة​.

وأكدتا أن الانتماء الكنسي لا يلغي ولا يتماهى في آن معا والانتماء الوطني الذي يحترم خصوصية البلدان لا بل إن الانتماء الكنسي هو أول من يدعم أسس الانتماء الوطني ويبني في الإنسان ثقافة المواطنة والعيش الواحد مع الآخر مع الاحترام الكامل لخصوصيته.

ولفتت الكنيستان بشكل خاص إلى ما جرى في نيسان 2013 من خطف طال مطراني حلب يوحنا إبراهيم وبولس يازجي، واستنكرتا هذا الخطف المدان ومعه أيضا الصمت الدولي المطبق الذي خيم ويخيم على هذا الملف، ودعاتا الجميع إلى بذل الجهد لإطلاقهما وإغلاق هذا الملف الذي يختزل شيئا بسيطا من معاناة المخطوفين ومن معاناة إنسان هذا المشرق الذي يدفع ضريبة الحروب، والمجتمع الدولي إلى الحفاظ على المقدسات في كوسوفو.