اعتبر سفير لبنان السابق في واشنطن ​عبد الله بو حبيب​ ان الاهتمام الاميركي وجولات المبعوث ​ديفيد ساترفيلد​ المكوكية لحل مسألة ​ترسيم الحدود​ بين لبنان و​اسرائيل​، يندرج بشكل اساسي في خانة السعي لتفادي مشاكل واحتكاكات وحرب اقليميّة، باعتبار ان للطرفين اللبناني والاسرائيلي الاهتمام الكبير باستخراج الغاز الموجود في المنطقة المتنازع عليها، لافتا الى ان موضوع اهتمام واشنطن بمشاركة شركات اميركيّة بالتنقيب ليس احد الاسباب المباشرة للجهود الحالية التي يبذلها ساترفيلد، وان كانت الادارة الاميركية لن تمانع ذلك شرط توفر السلام والاستقرار في المنطقة.

ورأى بو حبيب في حديث لـ"النشرة" انه بالرغم من كل الايجابيات التي يتم الحديث عنها لجهة امكانيّة الاتفاق على انطلاق المفاوضات قريبا، الا ان ما يمكن تأكيده ان لا شيء قد حُل حتى الساعة لا بموضوع الحدود البريّة او تلك البحريّة، موضحا ان "لبنان يصر على احقيته بالـ865 كلم. كاملا بينما خط هوف كان يعطينا 55% من هذه المساحة مقابل 45% للاسرائيليين، ويبدو واضحا ان المسؤولين اللبنانيين غير مستعدين بتاتا لتقديم اية تنازلات في هذا المجال، ما يعني ان اية مفاوضات ستكون صعبة والارجح ان اسرائيل كما فعلت في العام 1982 ستحاول المماطلة ومحاولة فرض شروطها خاصة واننا نحن من تحركنا لحل المسألة".

وتطرق بو حبيب للوضع الأمني، لافتا الى ان المظلّة الدولية التي تقي لبنان الاشكالات الامنية الكبيرة لا تزال متوفرة لجهة ان الاطراف الدوليين لا يسعون للعبث بالامن اللبناني حاليا، معتبرا ان ظاهرة "الذئاب المنفردة" التي ضربت طرابلس أخيرا لا يمكن السيطرة عليها والا كان الاميركيون قاموا بذلك منذ زمن وما كانوا لا يزالون يعانون منها في ولاياتهم. وقال: "قد يكون هناك تقصير ما بعدم الاستمرار بمتابعة الارهابي عبد الرحمن مبسوط الذي كان اصلا مسجونا، لكن اعتقد اننا كلبنانيين متنبهون جيدا لأمننا وهناك تعاون دولي مخابراتي سواء من قبل الاميركيين او سواهم لفرض امن استباقي ومنع حصول عمليات ارهابية".

وردا على سؤال عن موضوع ​النازحين السوريين​، رأى بو حبيب ان "الاشكالية الاساسية التي تواجهنا هي ان معظم الشبان السوريين الذين هم دون الـ40 عاما والمسجلين كنازحين في لبنان يعتبرون اليوم فارين من ​الخدمة العسكرية​ في سوريا، ما يعني ان عودتهم ستؤدي الى سجنهم او دفع مبالغ كبيرة من المال، وهو ما يجعل القسم الاكبر منهم يتردد بالعودة". وقال: "النظام في سوريا يستطيع ان يخفّض المبلغ المحدّد للفارين لكنه لا شك لا يستطيع ان يعطيهم عفوا تاما لان هناك من قتلوا وهم يقاتلون ولم يفرّوا".

وأكد ان معظم النازحين في لبنان ليسوا نازحين سياسيين، "هم لديهم آراؤهم وميولهم السياسية التي لا تشكل عاملا سيدفع النظام لملاحقتهم عليها، لكن المشكلة هي في ان عددا كبيرا من هؤلاء كانوا يعملون في لبنان قبل الازمة ويبلغ عددهم نحو 500 الف وقد اتوا بعائلاتهم خلال الحرب، وهو ما يرفع اعداد المتواجدين على الاراضي اللبنانية بشكل كبير". وختم: "كما ان رفض الدول الخارجية تحويل المساعدات التي تقدّم لهؤلاء في حال انتقالهم الى سوريا لان في ذلك برأيهم استفادة للنظام السوري، عامل آخر يصعّب ويؤخر العودة".