أكد وزير ​الدولة​ لشؤون الاستثمار والتكنولوجيا عادل أفيوني، أن "من أولوياتنا ك​حكومة​ وكوزارة تحقيق الإنماء المتوازن وخلق لامركزية في القطاع التكنولوجي، وأن نفسح المجال لسكان كل المناطق ال​لبنان​ية ممارسة العمل والمبادرة في هذا القطاع"، مشددا على أنه "بات بين لبنان و​سويسرا​ عنصر مشترك إضافي وهو أن بلدنا بات يمتلك طاقات في القطاع التكنولوجي وشبابنا يتمتعون بمستوى تعليمي عال، ونطمح دائما للتوسع خارج نطاق أسواقنا الداخلية ونكون بمثابة منصة للمنطقة، وكل هذه الصفات المشتركة تجعل العلاقات والتعاون بين سويسرا ولبنان موضوع مهم و يستحق التوقف عنده".

وخلال رعايته وحضوره اليوم، "يوم التكنولوجيا والابداع" الذي نظمه مجلس الاعمال اللبناني- السويسري بالتعاون مع ​السفارة السويسرية​ في لبنان، في ​المعهد العالي​ للأعمال، نوه أفيوني بـ"جهود مجلس الاعمال اللبناني – السويسري التي يبذلها من أجل توطيد العلاقات اللبنانية- السويسرية في أكثر من مجال وعلى أكثر من صعيد، مما ينعكس إيجابا على هذه العلاقات ويجعل التكامل بين بلدنا الحبيب الذي يُطلق عليه منذ تأسيسه بأنه "سويسرا الشرق" وبين سويسرا الغرب أمرا واقعا وملموسا منذ عشرات السنين ولا سيما على الصعيد ​الاقتصاد​ي، والذي يزداد زخما في أيامنا الحاضرة في القطاع التكنولوجي، بحيث لم تكن العلاقة الاقتصادية هي فقط الرابط الوحيد بينهما، بل أن أهمية العلاقة اللبنانية – السويسرية تكمن في أن بلدينا يتشاركان في العديد من الصفات والامكانيات، ليس فقط لأن لبنان يسمى منذ تأسيسه بسويسرا الشرق، بل أن الامور أبعد من ذلك، لأن كل من لبنان وسويسرا يتشابهان من ناحية الجغرافي، ومن ناحية الإتكال على المقومات نفسها لبناء الاقتصاد أي الطاقات البشرية وقطاعات الخدمات و​القطاع المصرفي​، ومؤخرا بات لدينا عنصر مشترك إضافي وهو أن لبنان بات يمتلك طاقات في القطاع التكنولوجي وشبابنا يتمتعون بمستوى تعليمي عال، ونطمح دائما للتوسع خارج نطاق أسواقنا الداخلية ونكون بمثابة منصة للمنطقة، وكل هذه الصفات المشتركة تجعل العلاقات والتعاون بين سويسرا ولبنان موضوع مهم و يستحق التوقف عنده".

ولفت إلى أنه "منذ أسبوع تقريبا كان لي شرف القيام بزيارة مثمرة إلى سويسرا، وعقدت خلالها لقاءات مثمرة جدا مع المسؤولين السويسريين وقمت بجولة في جامعة "البوليتكنيك" في ​لوزان​ وحدثت خلالها مع المسؤولين و​الطلاب​ والطلاب اللبنانيين الذين يدرسون في الجامعة، وهنا لا يسعني إلا أن أنوه بهذه الزيارة التي أعتبرها مثمرة حيث تّم التطرق إلى مواضيع للتعاون بين لبنان وسويسرا مهمة جدا، وكنت مسرورا جدا بالدعوة والاهتمام والافكار التي طرحت والمجالات المتاحة للتعاون بيننا. وهنا قد يود العديد منا معرفة مجالات التعاون بين لبنان وسويسرا في ظل الثورة الصناعية الرابعة التي يضج بها العالم، والجواب على هذا التساؤل هو التالي:المجال الاول هو في قطاع الاعمال، لأن لبنان كما ذكرت يمتلك طاقات في المجال التكنولوجي والشركات السويسرية تعد من رواد القطاع التكنولوجي في العالم وتلعب دورا رائدا في هذا المجال، وهنا نتمنى أن يترافق قرار توسع هذه الشركات على أسواق ​العالم العربي​ و​الشرق الاوسط​ و​أفريقيا​ مع قرارها الاستعانة بالخبرات والامكانيات اللبنانية في هذا المجال، وذلك من أجل خلق منصات للتوسع تجاه الاسواق التي يريدونها عبر لبنان نظرا لما يتمتع به بلدنا من قدرات وصلات وصل ثقافية وإجتماعية، تجعل اللبنانيين جسر عبور بين الشركات السويسرية والاسواق التي يريدون بناء علاقات إقتصادية معها، وبالتالي تلبية الطموح السويسري للتوسع نحو بلدان الشرق الاوسط و العالم العربي وأفريقيا . المجال الثاني هو في دعم سويسرا للشركات الناشئة في لبنان، وسويسرا بلد يملك فعلا أفكارا بناءة وناجحة في هذا المجال ولبنان يعد هذا الامر أولوية بالنسبة له، وهذا ما يفتح المجال للتعاون خصوصا ان هناك طلابا لبنانيين يدرسون في سويسرا مما يشكل عاملا أساسيا في دعم الشركات الناشئة في لبنان وتتطوير امكانياتها، ولذلك علينا وضع برامج مشتركة لدعم هذه الشركات بما يخدم مصلحة البلدين.المجال الثالث هو في الدعم التربوي والاكاديمي، إذ أن للجامعات والمؤسسات الاكاديمية السويسرية دور مهم لخلق علاقات إقتصادية بين بلدينا، وأثناء زيارتي لمست لدى المسؤولين السويسريين إهتمام جدي بالتوسع في لبنان ولعب دور على الصعيد التربوي والاكاديمي، وهذا يخلق مجال مهم للتعاون بين لبنان وسويسرا، لأن هذا الامر يمكننا من تبادل ونقل الخبرات في المجال التكنولوجي ويرتد إيجابا على إقتصاد البلدين".

وأشار إلى أن "هذه الافكار للتعاون التي طرحتها للتعاون سنحاول ترجمتها على الارض عبر خطوات واتفاقيات بين بلدينا، لأن من أولوياتنا كحكومة وكوزارة هو تحقيق الانماء المتوازن وخلق لامركزية في القطاع التكنولوجي، وأن نفسح المجال لسكان كل المناطق اللبنانية ممارسة العمل والمبادرة في هذا القطاع، وقد لمست إهتماما سويسريا في هذا الامر، وسأحاول ترجمته على أرض الواقع من خلال مشاريع مع السلطات السويسرية "، مؤكداً أنه "لا بد ان نقول شهادة حق في دولة حضارية مثل سويسرا وهي أنها كانت على الدوام خير داعم للبنان وعلينا ان نبني على هذه الدعم للوصول الى مبتغانا في تعزيز التواصل لما فيه خير بلدينا".