أفادت صحيفة "لوموند" الفرنسية بأن "إدارة الرئيس الاميركي ​دونالد ترامب​ تقول إن ​طهران​ مسؤولة عن الهجمات على حاملتَي نفط قرب ​مضيق هرمز​، لكن مصداقيتها محدودة، وليست لديها إستراتيجية واضحة ضد ​إيران​"، مشيرةً إلى أن "​واشنطن​ تكرر منذ 13 حزيران أن إيران مسؤولة عن الهجمات التي تعرّضت لها حاملتا نفط بالقرب من مضيق هرمز".

وأشارت إلى أن "الدليل على هذه المسؤولية الذي تصر ​الولايات المتحدة​ على أنه بيدها يوفّر لها الفرصة لكسر العزلة التي فرضتها على نفسها منذ عام بالانسحاب الأحادي من ​الاتفاق النووي​ الإيراني الذي جرى التوصّل إليه عام 2015" ورأت أن "نتائج تلك المبادرة الغريبة أي الخروج من الاتفاق النووي تعتبرها واشنطن إيجابية، خاصة أنها أرفقتها بتهديدات انتقام شبه صريحة، بدءا بحلفائها من الموقعين الأوروبيين على الاتفاق، ثم بفرض حصار على ​النفط​ الإيراني، ما أغرق ​اقتصاد​ البلاد في حالة من الركود".

ولفتت إلى أن "إدارة ترامب يقف أمامها عائقان على الأقل؛ الأول هو المصداقية، وتظهر في تشكّك دولة مثل ​ألمانيا​ في الأدلة التي قدمتها واشنطن، وإن كان وزير الخارجية الاميركي ​مايك بومبيو​ حاول إزالته باتهام بعض البلدان بالجبن، إلا أن الاتهامات الأميركية في ​الشرق الأوسط​ صارت موضع شك منذ فشلها الذريع في إثبات وجود أسلحة الدمار الشامل العراقية ولم يعثر عليه قط وقد أساء وزير الخارجية الدفاع مرة أخرى عن قضيته عندما اتهم ​النظام الإيراني​ بالمسؤولية عن هجوم وقع يوم 31 أيار في كابل ب​أفغانستان​، رغم أن ​حركة طالبان​ أعلنت مسؤوليتها عنه، أما العائق الثاني فهو غموض إدارة ترامب في ما يتعلق بالملف الإيراني؛ إذ إنها رسميا تبنّت إستراتيجية منذ خروجها من الاتفاق النووي، تقوم على الضغط الأقصى لإجبار طهران على العودة إلى طاولة المفاوضات، وهي لا تنتظر من طهران الرضوخ فقط لمطالب جديدة بشأن برنامجها النووي المثير للجدل، بل أيضا التخلّي عن اختباراتها البالستية ونفوذها الإقليمي".

وذكرت أن"اختبارات ​الصواريخ​ الإيرانية لم تتوقف لمدة عام، وأن المقاتلين ​الحوثيين​ الذين تدعمهم إيران في ​اليمن​ أصبح نشاطهم أكثر من أي وقت مضى، بل إن إيران المقرّبة من ​الجيش​ يمكنها أن ترفع من لهجتها، وتتخذ حرية أكثر بشأن برنامجها النووي، استنادا إلى اتفاق عام 2015، عند حرمانها من الفوائد السياسية والاقتصادية بسبب الإملاءات الأميركية"، موضحةً أن "حضور صقور إلى جانب ترامب من أمثال بومبيو ومستشار ​الأمن​ القومي ​جون بولتون​ يبعث شكوكا بأن هناك نية لتغيير النظام في إيران، ومع تأكيد ​الخارجية الأميركية​ أن المطلوب فقط تغيير النظام الإيراني لسلوكه فقد أشار بومبيو إلى أن ما يمكن أن يتغيّر هو أن الشعب الإيراني يغيّر حكومته، وأكد في جلسة استماع بمجلس الشيوخ أن هناك علاقة بين النظام الإيراني و​تنظيم القاعدة​ الإرهابي".

وأضافت: "أن كل شيء يحدث كما لو أن الضغط الأقصى لواشنطن غذّى التشدد في طهران، ما يزيد من خطر الانزلاق في أمور قد يستغلها ​البيت الأبيض​، رغم تراجع حدة خطاب الرئيس الأميركي ورغم إعلان ترامب أنه إذا أرادت إيران الحرب فستكون النهاية الرسمية لها فإن تأجيج الحرب يتعارض مع إستراتيجية فك الارتباط بمستنقع الشرق الأوسط» الأثيرة عند ترامب".