أكّدت وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية ​مي شدياق​، خلال رعايتها المؤتمر الـ36 للمنطقة لبلدان ​اليونان​ وقبرص و​لبنان​ الذي نظمه نادي "زونتا- ​بيروت​" ، تحت عنوان "إلغاء ​الزواج​ المبكر"، "أننا نتطرق اليوم إلى ظاهرة الزواج المبكر التي تعتبر مسألة محظورة، كونها تتصل اتصالًا مباشرًا بقوانين الأحوال الشخصية التي للأسف تدعم سلطة الرجل المطلقة على ​المرأة​ والأسرة، وتعطي صبغة شرعية لبعض الممارسات العقائدية".

وأشارت شدياق إلى أن "هذه الظاهرة ازدادت عقب ​الربيع العربي​ والحراك السياسي والإجتماعي الذي اجتاح المنطقة، وما نتج عنهما من لجوء وتهجير وتردي بالأوضاع الاقتصادية، وصعود في الحركات المتطرفة والمحافظة، التي جعلت من الفتيات سلعة تشرى وتباع بأبخس الأثمان. تتعدد ذرائع هذه الجريمة، من حماية الأخلاق الى صون الشرف، كما تتعدد نتائجها بين عنف جنسي وسوء معاملة واستغلال، وصولًا حتى الى القتل".

ولفتت إلى أن "​العالم العربي​ ليس بعيدا عن هذه المشكلة العالمية بل هو في صلبها، إذ لا تزال ​الدول العربية​ تعاني من مثل هذه الحالات من الزواج في ظل تقاعس واضح للقضاء والقوانين. تنتشر هذه الظاهرة بنسب مختلفة في العالم العربي".

وأضافت أن "في لبنان، الوضع ليس أفضل حالًا، إذ لا يوجد سن محدد للزواج أو قانون مدني ينطبق على الجميع. ففي بلد الثماني عشرة طائفة هناك حوالي الخمس عشرة قانونا للأحوال الشخصية، منها ما يسمح بزواج فتيات دون الخمس عشرة سنة! لا بل اعتبارا من سن التاسعة مدعين أنه سن بلوغ الفتيات! بربكم، ألا يعتبر الزواج من طفلة في التاسعة من عمرها بدوفيليا! ألا يجب أن يعتبر الأمر جريمة يعاقب عليها القانون! تسع سنوات يا جماعة! فلنتخيل معا طفلة تلهو، تركض وتغزل آلاف الأحلام والتطلعات، فجأة تنتزع منها دميتها المفضلة ويشوه وجهها الملائكي بمساحيق التجميل، تفقد بريق عينيها، لتصبح ضحية عنف متواصل ومسؤوليات لا يقوى الكبار على تحملها".

وشددت على "أننا نرفض شرعنة زواج القاصرات، لا باسم الدين ولا باسم العادات ولا باسم التقاليد. ما الذي يبيح لنا إغتيال الطفولة؟! من الذي أعطانا هذا الحق المغفل؟! لا تجعلوا من طفلاتنا مشروع زواج تستثمرونه في أي لحظة. هذه الظاهرة المميتة لن تتوقف إن لم نقف بوجهها ونردعها بكل ما أوتينا من قوة. لنعط الطفولة حقها بجنونها وبراءتها، ولنثرها بالأمل ولنضع في دربها فرصا لا حدود لها. عشتم وعاشت فتياتنا طموحات، ثائرات، قويات، لا يقوى حال مجتمعنا الشرقي البائس على إجهاض أحلامهن".