لفت البطريرك الماروني الكاردينال ​مار بشارة بطرس الراعي​، عقب إزاحته الستارة عن تمثال له مصنوع من ​السيليكون​، في متحف المشاهير ب​ذوق مصبح​، بدعوة من بلديتها وإدارة المتحف، إلى "أنّني لست من المشاهير لا سيما حين وضعتم التمثال بين القديس العظيم البابا ​يوحنا بولس الثاني​ وبين البطريرك الماروني الراحل الكاردينال ​مار نصرالله بطرس صفير​. نحن نفاخر بكم وبهذا المتحف وبصداقتكم".

ونوّه إلى "أنّني أخذت اليوم أمثولة من زيارتي، أنّ التاريخ هو معلّم الحياة. أمام كلّ الوجوه الّتي رأيناها في المتحف، يرتسم أمامها تاريخ وهكذا يتألّف كلّ تاريخنا ال​لبنان​ي، الّذي ليس فيه لون واحد إنّما فيه كما رأينا اختلاف. لقد اختلفوا ومع الأسف، تحوّل الأمر إلى خلاف".

وأكّد البطريرك الراعي أنّ "قيمة لبنان أنّ هذا التنوّع والاختلاف من دون خلاف"، موضحًا أنّ "لدى رؤيتي تمثال البابا القديس بولس الثاني، تذكّرت حين كنت أفكّر كيف يمكن أن تتجسّد الثقافة في تماثيل ومعها يتجسّد تاريخ طويل إذا جمعناها مع بعضها بإمكاننا كتابة تاريخ في حياتنا اللبنانية الوطنية والكنسية". وذكّر بأنّ "البابا القديس قال في ختام ​السينودس​ من أجل لبنان وكنّا حينها خارجين من الحرب الّتي صارت حربًا أهلية، "من حمى لبنان هو ثقافته، ثقافة العيش معًا، وثقافة الاختلاف من دون خلاف"، وهذا المتحف يذكّرنا بهذه الثقافة".

وركّز على أنّ "علينا الحفاظ على لبنان المتنوّع. لن يكون للبنان أيّ طعم إذا أصبح لونًا واحدًا. إن كان لونًا دينيًّا أو طائفيًّا أو سياسيًّا أو حزبيًّا، سوف يفقد كلّ قيمته"، مشيرًا إلى أنّ "لبنان هو قطعة فسيفساء تؤلّفها كلّ الشخصيات والمجموعات اللبنانية، هذه كلّ قيمة لبنان. إنّ رسالته في الشرق الأحادي هي التنوّع الديني والثقافي والحضاري، وبأشخاصه وأحزابه وآرائه وأفكاره وتنوّعه ومؤسّساته، ولكن دعوتنا الكبيرة انّ هذا التنوّع أو هذا الاختلاف لا يؤدّي إلى خلاف، لأنّ علينا المحافظة جميعًا على هذه القطعة الفسيفسائيّة".

كما شدّد على "أنّنا نعاني اليوم من نوع من الإنحراف. فمن حيث لا ندري، نحن ذاهبون شيئًا فشيئًا نحو الأحادية. وهذا الخطر الّذي يواجهه لبنان اليوم"، لافتًا إلى أنّ "هذا ما نسمّيه ​المحاصصة​ والإقصاء. نحن نحوّل الثقافة اللبنانية عن خط ​الهوية اللبنانية​. والخوف الكبير إذا ما استمررنا في هذا الانحراف أن نصبح غرباء في أرضنا".

بعد ذلك، توجّه الراعي مع الموكب إلى مستديرة ​مار شربل​ في ​أدونيس​، حيث أزاح الستارة عن لوحة لشارع يحمل اسم البطريرك الراعي، وجال على المنشآت الجديدة في كنيسة مار شربل.