لفت راعي أبرشية ​البترون​ المارونية ورئيس اللجنة الأسقفية للعائلة والحياة في ​لبنان​ المطران ​منير خيرالله​، في عظة ألقاها خلال قداس إلهي، بمناسبة يوم العائلة، الّذي أقامته لجنتا العائلة في أبرشية صيدا المارونية و​أبرشية صيدا ودير القمر​ للروم الملكيين الكاثوليك، في مطرانية ​بيت الدين​ تحت عنوان "معًا نبني في العائلة ومعًا نبني العائلة"، إلى أنّ "أنتم هنا اليوم، أيّها الأزواج مع أولادكم آتون من رعايا الأبرشيتين لتجدّدوا العهد الّذي قطعتموه في ما بينكم لعيش الحب في سرّ ​الزواج​ المقدس، وأعلنتموه أمام الله الكنيسة، وتواعدتم على عيشه كلّ العمر في التضحية والوفاء والديمومة وخصب العطاء في الأولاد".

وأوضح "أنّنا نلتقي معكم في إفخارستيا الشكر لنقدّم التسبيح والمجد والإكرام إلى الله المحبة، الآب والابن والروح القدس، على كلّ ما عشتموه وتعيشونه معًا، وعلى كلّ ما قدمتموه من جهود وتضحيات في تربية أولادكم الّذين اعتبرتموهم نعمةً وبركة من الله"، مبيّنًا "أنّنا نجدّد معًا إيماننا والتزامنا بسرّ الزواج المقدس، الّذي أراده الله منذ البدء ومن فيض حبّه اللامحدود، عطاءً وتضحيةً وحبًّا حتّى بذل الذات".

ونوّه المطران خيرالله إلى أنّ "​الكتاب المقدس​ لا يقول إنّ الرجل هو على صورة الله كمثاله، ولا يقول إنّ المرأة هي على صورة الله كمثاله. لكن الاثنين معًا هما على صورة الله كمثاله. صورةُ الله هي إذًا في الزوجين اللذين يتعاهدان على الحب ويتقدمان في عيش هذا الحب"، مشدّدًا على أنّ "مشروع الله الأصلي هو لعيش الحب الكامل بين الرجل والمرأة اللذين يتّحدان في الله ويتكرّسان في الحب وفي خصب العطاء ، لّذي من خلاله يشتركان مع الله في عمل الخلق عبر إيلاد البنين ويؤسّسان عائلة تدخل في سرّ الحب الإلهي".

وذكر أنّ "العائلة هي تحفة المجتمع" يقول ​البابا فرنسيس​. والزواج الّذي يباركه الله يرقى في الحب إلى سرّ الله، ويحافظ على الرباط بين الرجل والمرأة الذي يولد من حبّ الله لهما، فيثبتان في المسيح ويصبحان مع أولادهما بالمعمودية أعضاء في الكنيسة، جسد المسيح السرّي الواحد"، مشيرًا إلى أنّ "العائلة ​المسيحية​ في تعليم الكنيسة، هي أوّلًا مدرسة إيمان، حيث يعاش الإيمان بالله وبتدبيره الخلاصي للبشر بيسوع المسيح، عربون محبته المطلقة ووجه رحمته. وهي ثانيًا مدرسة حياة، حيث يترجم الإيمان أعمالًا وتصبح الحياة شهادة محبّة ومصالحة وتضامن، وتصبح العائلة على مثال الكنيسة أمًا ومعلمة تربي على القيم السامية".

وأفاد بأنّ "العائلة المسيحية هي ثالثًا مدرسة صلاة لتصبح جماعة حوار مع الله تتغذّى من كلمته ومن عيش الأسرار، وبخاصّة المعمودية والافخارستيا والتوبة. وهي رابعًا المدرسة الأولى والأساسيّة للحياة الإجتماعيّة، لتصبح جماعة في خدمة الإنسان بمجانيّة العطاء والمحبّة المتجرّدة والصفح والمغفرة وروح الضيافة والجرأة على قول الحق".

كما توجّه خيرالله إلى الأزواج بالقول: "أنتم مدعوون إلى تأدية شهادة الحب وتحمّل المسؤوليات الجسام في مواجهة التحديات الّتي تهدّد وحدة العائلة وثباتها والقيم التي تربّي عليها وفي تربية أجيال المستقبل. أنتم مدعوّون إلى رفض ثقافة المؤقت وذهنيّة الاستهلاك والربح السريع، وإلى مواجهة تحدي الانخفاض الديمغرافي الخطير".