لفت السفير الفرنسي في ​لبنان​ ​برونو فوشيه​، إلى "ال​سياسة​ العربيّة الّتي تعتمدها ​فرنسا​ والّتي أصبحت فيما بعد السياسة الأوروبيّة، وهي تعود إلى حقبة حكم الجنرال ​شارل ديغول​ الّذي أراد أن يقف على مسافة بعيدة من سياسة ​الولايات المتحدة الأميركية​ في المنطقة ويستقلّ عنها، كما أردنا أن نأخذ مسافة بعيدة عن ​إسرائيل​، وأن نتوجّه إلى الجميع بمن فيهم العرب، واستخدام كلّ الأدوات السياسيّة الخارجيّة للتدخّل في الأزمات العالميّة".

وأوضح في كلمة له خلال ندوة نظّمتها "مؤسسة ​فؤاد شهاب​" بعنوان "نحن و​الاتحاد الأوروبي​"، أنّ "هذه السياسة يعتمدها أيضًا الرئيس الفرنسي ​إيمانويل ماكرون​"، مركّزًا على أنّ "لفرنسا خلفيّة تفكير تجعل ​أوروبا​ مستقلّة عن حمايتها في الحرب العالمية الثانية أي الولايات المتحدة، أكان بالنسبة ل​مجلس الأمن​ أو الجيش الأوروبي والمحاور الأوروبية". ورأى أنّ "النقاش حول إنشاء جيش أوروبي بدأ يتدعّم أكثر فأكثر، وآخر تطوّر حصل كان إنشاء صندوق أوروبي قدره 15 مليار يورو للتسلّح، وأصبح الآن لأوروبا إمكانيّة لتمويل كلّ الأبحاث في هذا الإطار تقريرًا لعمليّاتها العسكريّة".

وبيّن فوشيه أنّ "ماكرون يريد اتخاذ تدابير كثيرة لإعادة الديناميكيّة إلى أوروبا لتصبح قوّة عظمى في حدّ ذاتها، وأنا أرى أنّ أوروبا تطوّرت بشكل كبير خلال 40 سنة الماضية". وذكر أنّ "الإيرانيين قالوا لي مؤخّرًا: أوروبا ليست موجودة، أنتم لا وجود لكم ولستم أقوياء في وجه الولايات المتحدة، أنتم مقسمون وليس لديكم سياسة مستقلّة، فأجبتهم أنتم تقلّلون من قيمة الجهود الّتي قمنا بها لخلق أداة "Instex" الّتي تمكنّنا من التحايل على الحظر الأميركي والبدء بعمليّات تجاريّة خارج الدولار؛ ونحن نقوم بجهود جبّارة من خلال هذه الأدوات وهنا تكمن قوّتنا".