اشار حاكم ولاية أتيراو في ​كازاخستان​ نورلان نوغاييف حول النزاع الذي حصل مع مهندسيين عرب في 29 حزيران 2019 بعد اجتماعه شركة "اتحاد المقاولين CCC" في كازاخستان، الى ان سبب النزاع كان داخليا، ونتيجة لذلك أصيب أكثر من 30 شخصًا بجروح طفيفة، واكد انه سيتم متابعة التحقيق في الحادث، وكذلك دراسة تنظيم العمل في الميدان من قبل لجنة مشتركة بين الإدارات برئاسة النائب الأول لرئيس بلدية منطقة أتيراو.

واعتبر ان هذه المشكلة نشأت بسبب ظروف العمل المختلفة، ورأى إنها مشكلة منهجية يجب معالجتها من قبل إدارة التكلفة الإجمالية للملكية وجميع المتعاقدين. واعتبر ان المستثمرين يحتاجون إلى فهم العمل في بلدنا وإلى الامتثال للقانون، بالإضافة إلى المعايير الأخلاقية التي لا تسيء إلى كرامة أي أحد، واعلن انه في المستقبل القريب سنعقد اجتماعًا مع جميع المشاركين في المشروع، حيث سيحضر جميع الرؤساء الأوائل للشركات، وسوف نحل هذه الاشكالات، ومن أهمها الشروط يجب أن يكون العمل متساويا للجميع".

المدير العام لـ"Tengizchevroil LLP Imer Bonner" إيمير بونر أكد أن الشركة ستقوم بكل ما هو ضروري لحل هذا الموقف، وكذلك لمنع حدوث نزاعات محلية مماثلة في المستقبل. اضاف "نحن ممتنون للوكالات التنفيذية ووكالات إنفاذ القانون المحلية على مساعدتها في حل النزاع بسرعة. من جانبنا، نؤكد أننا سنواصل العمل فيما يتعلق بـ"CCC"، وكذلك المنظمات المتعاقدة الأخرى".

وبعد الاجتماع، التقى نوغاييف مع عمال الشركة الموحدة للمقاولات الهندسية والمشتريات في الخارج "CCC". وخلال الاجتماع، طلب موظفو الشركة من رئيس البلدية وإدارة "TCO" عدم إيقاف عمل المشروع.

بدورها لفتت وسائل اعلام كازاخستانية الى ان "جوهر المشكلة هو أن أحد الموظفين الأجانب في "CCC" كان قد نشر على "WhatsApp" صورة مبهمة مع فتاة محلية اعتبرها العمال المحليون على أنها إهانة لكرامتهم الوطنية والدينية، ونتيجة ذلك حصل نزاع أصيب خلاله بعض موظفي الشركات المتعاقدة، وقد تم توفير الرعاية الطبية لهم في المستشفيات المحلية. واوضحت انه "تم احتواء الحادث محلياً ومنع تمدده بعد تدخل الشرطة، وتواصل"Tengizchevroil" العمل بشكل وثيق مع وكالات إنفاذ القانون والوكالات الحكومية والشركات المتعاقدة لضمان سلامة ورفاهية الموظفين في تنغيز.

وذكرت انه "تم تعليق العمل في موقع البناء مؤقتًا، وتقدر إدارة "Tengizchevroil" اعادة استئناف العمل في الوقت المناسب، اما بقية الانشاءات فتعمل بشكل طبيعي". ورأت انه "من الممكن أن يحدث مثل هكذا حادث في أي بلد آخر، إذا تصرف أي من الأجانب بشكل غير لائق فيما يتعلق بالعادات والتقاليد المحلية، وكان من شأنه أن يسمح بأعمال غير مقبولة من وجهة نظر الدين والثقافة بما يخص الفتيات المحليات، ورأت انه لن تقابل تصرفات اي اجنبي بعدم المبالاة بحال تصرف بغير لائق"، مع الأخذ في الاعتبار خطط لبنان تلزيم الشركات الأجنبية استخراج حقول ​النفط والغاز​ الخاصة بها على ساحل ​البحر المتوسط​ في بيروت، من الضروري أن نتعلم درسًا من حادثة تنغيز حتى لا تنشأ مواقف مماثلة في المستقبل على الأراضي اللبنانية ولا تسبب بتشويه سمعة وصورة البلد.

اضافت الصحيفة الكازاخية "علاوة على ذلك، فإن النزاع الذي دار في كازاخستان تفاقم بسبب استمرار الظلم الاجتماعي لفترة طويلة والناتج عن ال​سياسة​ القصيرة النظر للشركات الأجنبية التي انتهجتها الشركات المتعاقدة في تنظيم ظروف وأجور ​العمال الأجانب​ والكازاخستانيين"، وذكرت "ان التفاوت والاختلاف الكبير والظاهر في الأجور بين العمال المحليين والأجانب سبب هذا الارتباك والاستياء من قبل السكان المحليين وخاصة انهم لا يختلفون في الجهد والعمل الذي يقدمه العمال الاجانب". وعليه يتعين على الشركات الأجنبية، إذا كانت تخطط لتطوير أعمالها في أي بلد آخر، أن تتبع سياسة عادلة اجتماعيًا تجاه موظفيها، وأن تمتثل لقوانين البلد المضيف، وكذلك المعايير الأخلاقية والعالمية التي لا تسيء إلى كرامة أي شخص، فقط عندما يكون الجميع راضين، سيكون العمل مستدامًا ويحقق ربحًا ثابتًا.