رأى السفير الفرنسي ​برونو فوشيه​، خلال حفل استقبال أقامه بمناسبة العيد الوطني الفرنسي، مساء اليوم في قصر الصنوبر، حضره ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي، ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري الدكتور محمود بري، ممثل رئيس ​مجلس الوزراء​ ​سعد الحريري​ وزير الدولة لشؤون تكنولوجيا المعلومات عادل أفيوني، رأى ان" ​لبنان​ تمكن من الحفاظ على وحدته واستقراره وانفتاحه على ​العالم​. وهذا ليس بالأمر اليسير، فوحده احترام ​سياسة النأي بالنفس​ يتيح للبنان البقاء بمنأى عن النزاعات، لا سيما النزاع المتأجج منذ أكثر من ثماني سنوات في ​سوريا​ المجاورة".

وشدد فوشيه على ان "منذ بضع سنوات، تمكنت ​القوات المسلحة​ و​قوى الأمن الداخلي​ اللبنانية، التي أحيي استعدادها الدائم في كل لحظة، من الدفاع عن لبنان في وجه أعمال العنف الخارجية والتهديد الإرهابي"، مشيرا الى ان " أنا لا أنسى الهجوم الذي استهدف مؤخرا مدينة طرابلس. أود هنا أن أحيي ذكرى العسكريين ورجال الشرطة الأربعة الذين دفعوا حياتهم ثمنا لإيقاف هذا الهجوم والدفاع عن المواطنين. لقد كان هذا الاعتداء الشائن محدودا ومحدد الهدف، ويجب ألا يتسبب بنسيان مستوى الأمن المرتفع الذي تتمتع به البلاد منذ العملية، التي شنت في صيف العام 2017 في الجزء الشمالي- الشرقي منها".

فوشي ثمّن "استقبال لبنان، بسخاء كبير وبدعم دولي مؤكد، عددا كبيرا جدا من ​اللاجئين السوريين​ الذين هربوا من الحرب وأعمال العنف. هم بغالبيتهم يودون العودة إلى بلادهم ويجب ألا يتم ثنيهم عن ذلك. غير أن الأكثرية العظمى منهم لا تفكر بهذه العودة على المدى القريب. لماذا؟ لأنها تخشى، بكل بساطة، ألا يكون أمنها مضمونا في سوريا. فيما فرنسا، والدول الأخرى التي تدعم لبنان لمواجهة هذه الأزمة، ترغب هي أيضا في أن يتمكن اللاجئون السوريون من العودة إلى بلادهم. لكننا نعتقد أن مفتاح هذه العودة موجود في دمشق. غير أن دمشق لم تبد في العام الفائت رغبة حقيقية بتسهيل هذا الأمر. لقد رفضت أن تتخذ الحد الأدنى من إجراءات الثقة. أنا لا أخفي عنكم قلقي، وهو أيضا قلق الأسرة الدولية، إزاء خطابات الكراهية والرفض التي تتزايد ضد اللاجئين. فإن أحدا لم يحل أية مشكلة، مهما كانت حساسة، بإذكاء العنف وتأجيج الانقسامات. لبنان يتشرف إذ يجسد الانفتاح. و​المجتمع الدولي​ سيبقى بجانبه، كلما اقتضت الحاجة، لمساعدته على مواصلة مواجهة هذا الوضع الذي يجب ألا يدوم إلى الأبد".

ولفت السفير الفرنسي الى ان في المجال الأمني، "لفرنسا طموحات عالية من أجل لبنان. كما قلت في مقدمة كلمتي، تلعب قوات الأمن اللبنانية دورا أساسيا للحفاظ على استقرار البلد وللتأكيد على سيادته واستقلاله. قدمت فرنسا في روما عرضا لفتح خط ائتماني بقيمة 400 مليون يورو. الهدف منه هو إنشاء قوة بحرية لبنانية حقيقية قادرة على قيادة ما نسميه عمل الدولة في البحر، وبشكل خاص في المنطقة الاقتصادية الخالصة، التي تحتوي على ثروات لم يتم اكتشافها بعد"، داعيا إلى "وضع اللمسات الأخيرة سريعا على هذا المشروع، الذي يندرج في إطار شراكة قديمة العهد وقائمة على تبادلات متواصلة وعلى تعاون كثيف، على صورة التمرين البحري "الأرزة الزرقاء" الذي نفذ مؤخرا بمشاركة ناقلة المروحيات الفرنسية "Dixmude" والفرقاطة "Guépratte" و1200 عسكري لبناني وفرنسي. في الأمس، رست فرقاطة "Aconit" في ​مرفأ بيروت​. إنها المرة الثامنة والعشرين، منذ 2015، التي تصل فيها سفينة فرنسية إلى لبنان. إنني أحيي وجود عناصر طاقمها وقائدها بيننا هذا المساء".